لا تزال علامات الصدمة والأسف تخيّم على أسرة الإرهابي «نائر» منفذ العملية الإرهابية الغادرة في محيط المسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة الاثنين الماضي وراح ضحيتها أربعة من رجال الأمن. المصيبة كبيرة، والصدمة موجعة، لأن منفذها من ذات العائلة، وسجلت «عكاظ» زيارة منزل العائلة في قرية السديد (140 كيلومترا من محافظة الوجه)، ولعل أول ما لفت الانتباه علم المملكة الذي يرفرف فوق سطح المنزل، في تأكيد من سكانه على ولائهم للوطن وقيادته الرشيدة، ورفضهم الصارم للإرهاب والقتل وسفك الدماء البريئة. يقول مسلم البلوي (والد نائر): «لا أنام الليل، تفكيري كله في رجال الأمن الشهداء الأبرياء الذين ذهبوا ضحية مجرم لا يخاف الله. وأنا وكل الأسرة تبرأنا منه ومن فعلته النكراء، لأن ما فعله نائر شيء لا يصدق. لم نلحظ عليه شيئا غير طبيعي، والمؤسف أنه كذب على والدته وأوهمها أنه ذاهب لأداء العمرة في مكةالمكرمة، كان ذلك في ال25 من رمضان». ويضيف البلوي: «والله لو لاحظت عليه ذلك الفكر الإرهابي لسلمته بيدي للسلطات الأمنية، ونجدد أنا وأشقاؤه ولاءنا للوطن العزيز، ومستعدون للدفاع عنه في أي زمان ومكان». وأبان والد نائر أنه كان عسكرياً سابقاً وخدم في جهاز حرس الحدود 30 عاماً حتى تقاعده، مشيراً إلى أن ابنه الثاني (فايز) يعمل في حراسات أمن الحرم النبوي الشريف. «لا أعلم ماذا أقول.. أسأل الله العلي القدير أن يرحم شهداء الوطن ويتغمدهم بواسع رحمته». البلوي دعا الجميع ألا يعمموا الفعل الإجرامي على الأسرة. مشيرا إلى أنهم تبرأوا منه، وأنه لا يمثل إلا نفسه.. «قبيلتنا عرفت على مدى التاريخ بولائها للوطن وقيادته». «عكاظ» حاولت لقاء والدة نائر إلا أن الأسرة أكدت أنها طريحة الفراش منذ علمها بأن فلذة كبدها هو منفذ العملية الإجرامية بالقرب من الحرم النبوي. وقال مسلم البلوي: «عندما وقعت العملية الإرهابية وعلمنا عبر وسائل الإعلام رفعنا أيدينا للسماء أن ينتقم من المجرمين وأن يحفظ البلاد من شرهم ونواياهم الخبيثة». واستنكر شقيقه فهد العمل الإجرامي الذي تورط فيه شقيقه، مشيراً إلى أنهم بريئون منه ومن كل فعل إجرامي ينتهك الأبرياء والمسلمين. «الجميع يعيشون صدمة عظيمة في أن يخرج منهم ابن بهذا الفكر الضال المنحرف». وعلى ذات الصعيد استنكر عبدالرحمن محمد البلوي (ابن عم نائر) الفعل الإجرامي الذي ارتكبه المجرم، مشيراً إلى أنه لا يمثلهم أبداً والجميع براء منه. أما ابن عمه الآخر محمد زاكي البلوي فيؤكد أن الصدمة كبيرة، والمصيبة عظيمة، بفعل إجرامي مناف للدين الإسلامي، ويعد انتهاكاً لحرمة مسجد الرسول. مشيراً إلى أن أسرتهم عرف عنها الصلاح وخدمة الوطن، ولم يتوقعوا أن يخرج منهم شخص شاذ. من جهته استنكر شيخ قبيلة النجيدات من بلي عواد بن حضيري النجيدي البلوي الأعمال الإرهابية في كل من جدةوالمدينةالمنورة والقطيف وانتهاك حرمة المكان والزمان، وأكد أن ما قامت به هذه الفئة الضالة في الشهر الفضيل وبجوار قبر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يعتبر عملا جبانا لا يصدر إلا من أشخاص باعوا عقولهم ودينهم وانتهكوا حرمة الزمان والمكان وسفكوا دماء معصومة، ونسوا بأن هذا العمل المشين سيزيد من تكاتف كل أبناء الوطن ضد الإرهاب والإرهابيين.