بعد أكثر من ربع قرن من الحركة الدؤوبة الملقية ظلالها وضجيجها على شارع عكاظ بالطائف، أطل رمضان هذا العام بشكل مختلف بعد ترتيبات عدة نفذتها أمانة الطائف على الشارع المتجذر في ذاكرة مواليد الثمانينات في المحافظة، المليء بالبسطات والأكشاك العشوائية الصغيرة التي تنشط في الموسم الرمضاني، لتعاود الاخفتاء بعد غروب شمس آخر أيامه. وبحسب باعة البسطات، أزالت أمانة الطائف، دون مقدمات، موقع بسطاتهم المتنقلة بحجة أن سياسة الوزارة تنص على إزالة المحلات العشوائية، بيد أن الباعة يتساءلون عن الجهة التي تتحمل خسائر الغياب في موسمهم الرمضاني. في المقابل، أمانة محافظة الطائف أكدت في تصريحها ل «عكاظ» أنها وضعت خطة رقابية لتغطية أكثر من 30 ألف مرفق تجاري بأنحاء المدينة والضواحي، وذلك ضمن البرنامج الرمضاني الموسمي الذي تنفذه الأمانة بإشراف ومتابعة الأمين. وأكدت شمول خطة تعزيز الجهد الرقابي على مرافق بيع وتداول الأغذية من خلال توزيع عمل المراقبين للفترة (الصباحية، والمسائية)، وأنها منعت أي تجاوزات من شأنها التأثير على صحة المستهلك، مشيرة إلى أنها تتابع البسطات غير النظامية وإزالتها، وتكثيف الجولات الميدانية على المطاعم ومواقع إعداد الأطعمة والمشروبات الرمضانية، وزيادة أعمال النظافة والوقاية الصحية من خلال زيادة ردود تفريغ الحاويات، ووضعت الأمانة كافة الأسواق والمراكز التجارية وأسواق النفع العام تحت المتابعة المباشرة لمواكبة كثافة الإقبال عليها خلال أيام شهر رمضان. أم عماد (بائعة) كان لها رأي مختلف مع خطوات الأمانة في شارع عكاظ، وتقول إن الشارع كان بالنسبة لها مصدر رزق، خصوصا في رمضان، وأنها تبيع المأكولات الشعبية المشهورة في الطائف، مضيفة أن: «قرار إزالة البسطات وضعني في حال حرجة، إذ سأبحث عن موقع آخر بحثا عن الرزق». ويرى بائع آخر، يكنى ب «أبي محمد»، أن قرار الأمانة المتمثل في إزالة البسطات حطم خطته في استئناف نشاطه التجاري في رمضان، «كان قرار محطما لنا خصوصا أن أغلب البائعين من أصحاب الدخل المحدود»، وقال إن شارع عكاظ اشتهر بتاريخ عريق، خصوصا في رمضان، فطقوسه الرمضانية حاضرة في ذاكرة السكان، «تخيل أن تزيل شارعا له أكثر من 25 عاماً في بيع المأكولات الرمضانية المشهورة في محافظة الطائف، الشارع مختلف بالنسبة للأهالي، هنا ذكرياتنا ومصدر رزقنا، إزالته مكلفة على الباعة». فيما يحتج أبو خالد خلال مطالبته الأمانة بإعادة النظر في قرارها ب «الأسر المنتجة»، مؤكداً اعتماد كثير من الأسر المنتجة على البسطات في الشارع، وأن المأكولات الشعبية عادة لا توجد إلا من خلال بسطات الأسر المنتجة في الشارع، مطالباً بإعادة تنظيم الشارع للمحافظة على ذاكرة الطائف في ال25 عاماً الماضية.