آلاف المصلين يجتمعون من داخل المدينةالمنورة وخارجها في مسجد قباء للإفطار وأداء الصلاة، ويقع المسجد على طريق الهجرة الرابط بين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، ويبعد عن المسجد النبوي 3.5 كيلو متر تقريبا. ويعد المسجد أول مسجد أسسه الرسول صلى الله عليه وسلم وخطه بيده عندما وصل إلى المدينةالمنورة مهاجرا من مكةالمكرمة، كما شارك عليه الصلاة والسلام في وضع أحجاره ولبناته الأولى، ثم أكمله الصحابة - رضوان الله عليهم- ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقصده بين الحين والآخر ليصلي فيه ويختار أيام السبت غالبا ويحض على زيارته، كونه أول مسجد أسس على التقوى، ودلت الأحاديث أن من أتى مسجد قباء وصلى فيه ركعتين أو أكثر كتب له ثواب عمرة سواء كانت صلاته فريضة أو نافلة. ويحظى مسجد قباء بالعناية والاهتمام من حكومة خادم الحرمين الشريفين حيث يعد من أكبر مساجد المدينةالمنورة بعد المسجد النبوي، وتأتي العناية لمواصلة التجديدات التي شهدها المسجد منذ عصور ماضية ومن أول التجديدات التي شهدها مسجد قباء كان في عهد الخليفة عثمان بن عفان ثم عمر بن عبدالعزيز الذي جعل له رحبة وأروقة ومئذنة وهي أول مئذنة تقام فيه، وفي سنة 435ه جدده أبو يعلى الحسيني، وفي سنة 555ه جدده جمال الدين الأصفهاني وجدده أيضا بعض الأعيان والمحسنين في سنة 671 و733 و840 و881ه، وفي عهد الدولة العثمانية جُدد عدت مرات آخرها في زمن السلطان عبدالمجيد. وفي العهد السعودي الزاهر لقي مسجد قباء عناية كبيرة فرمم وجددت جدرانه الخارجية وزيد فيه من الجهة الشمالية سنة 1388ه وفي عام 1405ه أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - بإعادة بنائه ومضاعفة مساحته عدة أضعاف مع المحافظة على معالمه التراثية بدقة فهدم المبنى القديم وضمت قطع من الأراضي المجاورة من جهاته الأربع إلى المبنى الجديد وامتدت التوسعة وأعيد بناؤه بالتصميم القديم نفسه وجعل له أربع مآذن عوضا عن مئذنته الوحيدة القديمة كل مئذنة فيه بارتفاع 47 مترا وبني المسجد على شكل رواق جنوبي وآخر شمالي تفصل بينهما ساحة مكشوفة ويتصل الرواقان شرقا وغربا برواقين طويلين ويتألف سطحه من مجموعة من القباب المتصلة منها ست قباب كبيرة قطر كل منها 12 مترا و56 قبة صغيرة قطر كل منها ستة أمتار وتستند القباب إلى أقواس تقف على أعمدة ضخمة داخل كل رواق وكسيت أرض المسجد وساحته بالرخام العاكس للحرارة وتظلل الساحة بمظلة آلية صنع قماشها من الألياف الزجاجية.