أكد إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالمحسن القاسم في خطبة الجمعة بالمدينةالمنورة أمس اجتماع أصول من العبادات وكثرة الخير وتجديد الإيمان في رمضان، فقد كان من هديه عليه الصلاة والسلام الإكثار من أنواع العبادة ويجتهد في أيامه ولياليه ما لا يجتهد في غيره وعلى هذا سار سلف الأمة وصالحوها. وأوضح أن فتنة الرجل في الأهل والمال والولد يكفرها الصيام، وبه يستر العبد نفسه من الآثام والنار قال صلوات الله وسلامه عليه: «الصوم جنة». وبين أن شهر رمضان موسم الخيرات والسباق في القربات وتكثر فيه المنح والهبات ففيه يضاعف الله الأجر ويجزل المواهب ويفتح أبواب الخير، مشيرا إلى أن الله تعالى خص شهر رمضان بالفضل دون سائر الشهور واختصت الأمة بصيامه دون الأمم. وأوضح فضيلته أن شهر رمضان تكفر فيه الذنوب والآثام قال عليه الصلاة والسلام: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر»، وقال صلى الله عليه وسلم: «رغم أنف امرئ دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له»، والمسلمون كثير ما ينصرون فيه كيوم الفتح ويوم الفرقان. وبين فضيلة الشيخ القاسم أن أفضل القربات إخلاص العمل لله واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وصيام رمضان فرضه الله على الأنام وجعله أحد أركان الإسلام قال جل من قائل: «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم». وأوضح أن للصوم مقاصد وحكما عظيمة ففيه يمتثل العبد مراقبة الله في سره وإعلانه ويتقيه للفوز بجنته ورضوانه وفيه تحقيق الصبر على طاعة الله. وبين فضيلته أن الشهوات تنكسر بالصيام وإلى ذلك أرشد عليه الصلاة والسلام من عجز عن الزواج فقال: «ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»، وبالصيام يعرف العباد ضعفهم وحاجتهم إلى ربهم وفيه يتحلى يسر الإسلام وسماحته.