أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ أسامة خياط «أنَّ من نِعَمِ الله السابغة أنْ جَعَلَ للأمة أوقاتاً تسمو على أشباهها، وتمتاز على نظائرها، وخصَّها بأزمنةٍ هي غُرَرُ الزَّمان، وتِيْجَانُ الأيام، يُضَاعَف فيها أجرُ العاملين، ويسمو فيها قدر المجتهدين». وقال في خطبة أمس (الجمعة): «إنَّ رمضانَ هو سيدُ الشهور، اختُصَّه الله من بين سائر شهور العام بخصائصَ تبوَّأ بها مقامَ الصَّدارةِ بينها، وارتقى بها إلى رِفعةٍ لا تُسامى». وأوضح أن لرمضان خصائص، منها «أنَّه شهرٌ تُفَتَّحُ فيه أبوابُ الجنة، وتُغَلَّق فيه أبوابُ النَّار، لكنَّه غفرانٌ مخصوصٌ - عند جمهور أهل العلم - بما دون الكبائر؛ إذ لا تكفرها غيرُ التوبة، وردِّ الحقوق إلى أهلها إن كانت متعلقة بحقوق العباد، لافتاً إلى أنه كلَّما كان الصائمُ متجرِّداً عن هواه، مُنقاداً لحكم الله، مستسلماً لقضائه وشرعه، كان أصدَقَ في العبوديَّة، وأرسخَ قدَما». وأكد أن «شَهْرُ رمضان هو شهر الصبر، إذْ إنَّ الصَّبْرَ لا تَظْهَرُ حقيقتُهُ، وتتَّضِحُ صورتُهُ أكثرَ من ظهورها في الصيام؛ فإنَّهُ نِصْفُ الصَّبْرِ، والصَّابِرُ يوفَّى أجرَهُ بغيرِ حسابٍ، وفيه دعوة مستجابة لكلِّ مسلمٍ»، مضيفاً أن هذا «باعثٌ قويٌّ للعبد، يحمله على اهتبال هذه الفرصة، واغتنامها بالازدلاف إلى مولاه تضرعاً وانكساراً، واطّراحاً على بابه، والتجاء إلى جنابه؛ أملاً في الحظوة عنده، وطمعاً في الرفعة لديه. هذا، وإنَّ فضائل هذا الشهر المبارك لا تكاد تُحصر، وكلها من الأدلة البينة على سعة رحمته سبحانه بعباده، وإرادته بهم اليُسر، ووضعه عنهم الإِصْرَ». وقال: «ألا وإنَّ تذكُّرَ الصَّائمِ هذه الفضائل والخصائص العظيمةِ للصيام في الإسلام: يجبُ أنْ يكونَ باعثاً على كمالِ الشُّكْرِ للَّهِ تعالى، المُنْعِم بهذه النِّعْمةِ، بتمام الحرصِ على حُسن أدائها، ورعايتها حقَّ رعايتها، والحذر من إضاعةِ فرصتها، وتفويت مغنمها، والتفريط في جميل الموعودِ عليها». وفي المدينةالمنورة تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم، عن فضل شهر رمضان «فهو موسم الخيرات والسباق في القربات، وتكثر فيه المنح والهبات، ففيه يضاعف الله الأجر ويجزل المواهب، ويفتح أبواب الخير». وقال: «إن الله تعالى خص شهر رمضان بالفضل دون سائر الشهور». وبين أن «شهر رمضان شهر مبارك، أنزل الله فيه أعظم كتبه، وفي هذا الشهر أيضاً تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار، وتصفد الشياطين، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، ففيها تتنزل الملائكة، وفيها الخير والسلام. وأوضح أن شهر رمضان تكفر فيه الذنوب والآثام، والمسلمون كثيراً ما ينصرون فيه، كيوم الفتح، ويوم الفرقان. وأشار إلى «اجتماع أصول من العبادات وكثرة الخير وتجديد الإيمان في رمضان، فمن هديه عليه الصلاة والسلام الإكثار من أنواع العبادة، ويجتهد في أيامه ولياليه ما لا يجتهد في غيره، وعلى هذا سار سلف الأمة وصالحوها».