كان التجار في أم القرى إذا سئلوا عن أخبار الموسم التجاري وهل الأمور على ما يرام، فإنهم يعبّرون عن رأيهم في حالة وجود ركود اقتصادي أو عدم رضاهم عن الوضع التجاري وحركته، بقولهم: ماذا نفعل سوى أن نشيل زبادي ونحط صحونا ونشيل صحونا ونحط زبادي؟؛ أي أنهم يحركون متجرهم وأنفسهم بذلك الشيل والحط حتى تتحسن الأحوال وتتسارع حركة البيع والشراء. وما كان يطبقه تجار مكةالمكرمة في أيام (البصارة) وهي الأيام التي تلي موسم الحج، حيث تَنْخَفِض الحركة التجارية بعد رحيل الحجاج، في زمن كان فيه الأهالي يعتمدون اعتمادا شبه كامل على دخل الحجاج، أصبح نظرية إدارية صالحة لتحريك الدماء وتقليب الكفاءات وتدوير المناصب التنفيذية؛ بهدف بث روح جديدة في أوصال الإدارة، لذلك نجد بعض المسؤولين في الإدارات أو الشركات أو المؤسسات عندما يلاحظون وجود رتابة وملل في أداء بعض الأقسام والشعب الإدارية أو المالية أو الفنية لطول مكوث شاغلي تلك الوظائف التنفيذية في مواقعهم وسريان الملل وعدم القدرة على التجديد في أوصالهم، فإن بعض مديري تلك الإدارات يسارعون إلى تطبيق نظرية (الزبادي والصحون) فيصدرون حركة نقل إدارية داخلية تتضمن نقل رئيس قسم الصادر ليتولى مسؤولية رئاسة قسم الوارد وإحلال رئيس قسم (الحركة) محل رئيس قسم العلاقات العامة، وإعادة توزيع الموظفين الذين كانوا يشغلون هذه الأقسام والشعب ليتولوا أقساما وشعبا شاغرة وهكذا دواليك. ويقول المجربون لهذا المنهج الإداري إن نظرية الزبادي والصحون تنجح فعلا في تحسين مستوى الأداء والإنجاز في تلك الأقسام والشعب؛ لأن كل رئيس جديد يبدأ فور تسلمه لمهامه الجديدة في محاولات إثبات أن لديه أفكارا ورؤى عملية يستطيع من خلالها تطوير عمله وزيادة حجم الإنتاج، فإن نجح فيما كلف به أخذ حظه من الترقيات والمكافآت وإن فشل صاح قائلا: وأين هي الإمكانات؟ ويقال إن (نظرية الزبادي والصحون) تطبق على نطاق واسع في الملاعب الرياضية وأن بعض المدربين الذين ليس في رؤوسهم (خطط ولا كورة) يعتمدون على النظرية نفسها في سحب اللاعبين وإنزال غيرهم خلال المباريات وقد لا يفعلون ذلك إلا بعد أن يكون مرمى فريقهم قد مني بعدة أهداف!!