حتى ساعات شعبان الأخيرة وبيع «سواك الأراك» راكد، بيد أنه بمجرد دخول رمضان، أذعن الشهر الفضيل بانطلاقة موسم بيع «السواك»، ليعوض الباعة خسائر النصف الأول من العام الحالي، ويستخرجه الباعة من شجرة الأراك المشهورة في شبه الجزيرة العربية. ويحرص زائرو المسجد النبوي على شراء السواك للاستخدام الشخصي أو تقديمه هدايا لأسرهم بعد عودتهم من زيارة طيبة، وينتشر باعة السواك في محيط الحرم النبوي ويجلس الباعة لأكثر من 12 ساعة أمام بسطة صغيرة تبدو عليها العشوائية، ليستقبلوا الزبائن. ويرى كراشم الذي يبيع السواك منذ أعوام في محيط الحرم المدني إن أغلب زبائنه من دول الخليج، مشيرا إلى أن أفضل أنواع السواك يدعى «بالحنش»، «كما أن النكهة الحارة مطلوبة أيضا»، موضحا أن أسعارها تختلف من منطقة لأخرى، «ولكن الأسعار في الغالب تبدأ من ريال إلى 10 ريالات، حسب نوع السواك». ويضيف كراشم أنه يوجد من الزبائن من يشتري كميات كبيرة في نهاية رمضان، ويبدو على البائع انحيازه الكبير إلى سواك «أبو حنش» إذ يكرر الحديث عنه بالقول: «هو أفضل أنواع السواك ويتميز بأسعاره المرتفعة عن البقية؛ لأن من أهم صفات السواك الجديد أن يكون سمكه متوسطا ونكهته حارقة، إضافة إلى لونه الأبيض ورائحته الجميلة وخلوه من الأعوجاج». ولا تخلو سوق السواك من مخاوف «الغش»، فيرى بعض الزبائن أن غياب الرقابة عن السوق تجعل من التجاوز أمرا ممكنا، حتى أن باعة السواك لا يحتاجون إلا لتحديد مكان البيع لا أكثر، بينما دخل تجار في العملية وحاولوا تحويلها إلى عمل مؤسساتي والارتقاء بالصناعة، بيد أن المؤشرات تقول إن الباعة التقليديين مازالوا مسيطرين على السوق نظرا للتكلفة، ولاعتياد الناس الشراء من أمام المساجد.