شن عدد من الفنانين التشكيليين في مختلف مناطق السعودية، حملة على رئيس الجمعية السعودية للفنون التشكيلية الكاتب الصحافي والفنان التشكيلي محمد المنيف، تهدف إلى إعفائه من منصبه، في أعقاب مقال نشره بصحيفة (الجزيرة) الجمعة الماضي؛ وصف فيه ساحة الفن التشكيلي ب«الزبالة»، بسبب -على حد قوله- «امتلائها بصغار الفنانين عمرا وقدرات»، تحت عنوان (لماذا غاب هؤلاء التشكيليون؟!). وأبدى فنانون تشكيليون سعوديون انزعاجهم الشديد جراء تصريحات المنيف، إذ بينوا ل«عكاظ» أن المنيف سعى إلى تحطيم مواهب الفنانين السعوديين المبتدئين، والحد من توهجها، لا سيما أنه يعمل كرئيس للجمعية السعودية للفن التشكيلي، إضافة إلى عدم تنفيذه عملا يطور من حالة الفن التشكيلي، باستثناء حصولهم على مبالغ مادية كرسوم اشتراك عضوية ب(جسفت). وقال الفنان التشكيلي أحمد ربيع الغامدي: إن رئيس الجمعية السعودية للفنون التشكيلية محمد المنيف لم يأتي بجديد عن نهجه الذي عرف عنه بمعظم مقالاته التي تتناول شؤون الساحة التشكيلية، إلا أنه هذه المرة كان أجرأ على استخدام توصيفات غير لائقة بالساحة الفنية التي يجب أن يترفع الفنان عن إيرادها للعامة، مضيفاً «عندما أبدى المنيف تقززه مما يعرض ويمارس في الساحة التشكيلية، متجاهلا الدور الذي بذله الفنانون الرواد لدعم المواهب الشابة دون تفريق وفوقية». وتساءل الغامدي عن الدور الحقيقي الذي من المفترض أن تلعبه (جسفت)، إذ عليها دعم ومؤازرة المنتمين لهذا الفن والتشجيع على انتشاره، لا تحطيم ممارسيه والإنقاص من قدراتهم. ويرى الناقد الفني راضي جودة أن المنيف جانب الصواب في اعتقاده بعدم حضور الرواد في هذا المجال إلى المعارض التشكيلية، إذ ليس السبب عدم تقبلهم لما يطرح ويعرض، بقدر انشغالاتهم الأسرية والحياتية، إضافة إلى الحالة الصحية التي يعيشها الكثير منهم، منوها إلى أن المنيف اعتمد في مقاله الذي هاجم فيه الساحة الفنية إلى حديث إنشائي وسطحي، وهو لا يمت للواقع بأي صلة. وبالغ الأسف هو ما شعر به الفنان محمد شراحيلي، وذلك بسبب غياب المؤسسات الفنية وذات الشأن عن إيجاد بيئة حاضنة تدعم المواهب الحديثة وتصقلها، عوضا عن محاربتها وتحطيمها بشكل واضح وصريح، لافتا إلى أن (جسفت) لم تقدم في أنحاء السعودية أعمالا تشفع لها سوى الحرص على جمع المبالغ من أعضائها، دون وجود أي محصلة إيجابية من ذلك انعكست على أي فرع من أفرعها. وتصنيف الفنانين وأحجامهم كان خارج قاموس الفنانة خديجة الربعي، إذ تعجبت على وجه النكران مقال المنيف الذي قسم ساحة الفن التشكيلي إلى صغار وكبار، إضافة إلى استخدامه مفردات مسيئة لا تليق بالساحة الفنية. كما أن الاستياء ذاته رافق مشاعر الفنان ابراهيم الخبراني إذ بين: «ساءني ما قرأته من عبارات التصنيف والتجريح الذي يجب ألا يصدر من أشخاص عاديين فضلا عن صحفي»، ويوافقه الفنان خالد المدخلي الذي اعترض على بعض المفردات؛ كتشبيه الساحة التشكيلية وما يرد فيها بحاوية «الزبالة». وأشار أحمد خزمري إلى أن ما نشره المنيف في مقالته أمر مخزٍ، وغير مسؤول، وهو بكل تأكيد لا يتوافق مع الرؤية المستقبلية المشرقة للفن التشكيلي، ويتفق معه الفنان التشكيلي عبدالله الحبي الذي أكد أنه يجب على (جسفت) التحرك ضد لفظ «زبالة» المشين. الركاكة في الموضوع والصياغة هو ما وجده الفنان عبدالعزيز الدقيل في مقال المنيف، إذ إنه حاول تجاوز كل سلبيات المقالة، لكنه لم يستطع تقبل طريقة عرضه وفهم مبتغاه، لكن الفنان عارف الغامدي لم يتقبل بشكل نهائي مصلطح «زبالة»، إذ يرى أنه ينسف أي رؤية فنية تنطوي تحت تلك المفردة، فضلا عن أن يستخدمها رئيس جمعية سعودية خاصة بالفن التشكيلي. ويقول الفنان التشكيلي عادل عباس إنه يوجد من ينتقد الفنانين المبتدئين بالساحة بغير وجه حق، لكنهم في حقيقة الأمر يشكلون مستقبل الحركة التشكيلية، لذلك على الرواد توجيههم وإرشادهم إلى طريق صواب.