ثمة أربعة أهداف إستراتيجية للبرنامج الوطني لوزارة الثقافة والإعلام ضمن برنامج «التحول الوطني 2020»، وهذه الأهداف الأربعة؛ الأول: تطوير بيئة محفزة للأنشطة الثقافية، الثاني: رفع مستوى الوعي بقرارات وإنجازات الحكومة، الثالث: تعزيز صورة المملكة داخليا وخارجيا، الرابع: تنمية الصناعة الإعلامية والصناعات ذات العلاقة وتعزيز تنافسيتها عالميا. ولكل هدف من تلك الأهداف الإستراتيجية الأربعة ارتباط بأهداف «رؤية 2030»، فالهدف الإستراتيجي الأول لوزارة الثقافة والإعلام يهدف إلى ترسيخ منهج الوسطية والتسامح وقيم الإتقان والانضباط والعدالة والشفافية المحافظة على الإرث الثقافي والتاريخي السعودي والعربي والإسلامي، وتعزيز التفاعل بين الأجهزة العامة والمواطنين، وتعزيز صورة المملكة داخليا وخارجيا، ودعم وإثراء النشاط الثقافي والترفيهي، ودعم الشركات الوطنية. وحول تلك الأهداف وبرامجها التنفيذية يؤكد عدد من المثقفين أنها رؤية جيدة تحتاج إلى شحذ الهمم لتنفيذها مع توفير الإمكانات لتفعيلها، إذ يقول رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالله عويقل السلمي: «هذه الأرقام والمخرجات المتوقعة طموحة جدا وتنسجم مع الرؤية التطلعية للمستقبل، ولكنها تتطلب آليات دقيقة لتنفيذها وأدوات ومؤسسات قادرة على الاضطلاع بهذه المسؤولية». واقترح السلمي أن يتم تفعيل المؤسسات الثقافية العاملة في الساحة، ومنها الأندية الأدبية، ودعمها بالكوادر المؤهلة والإمكانات المادية، إضافة لدعم مراكز البحوث في الجامعات والمراكز الثقافية الأخرى التي تعنى بالكتاب والترجمة واللغات ونقل الثقافات، لتشكل جميعا محاضن قادرة على صياغة وبلورة هذه الخطة الطموحة»، مضيفا «لعل الهيئة العامة للثقافة تعد محور الانطلاق لهذه الرؤية وهي التي ينبغي أن توكل إليها متابعة التنفيذ وقياسات الأداء وجودة المخرج». من جانبه، يرى الباحث الدكتور زيد بن علي الفضيل أن أي زيادة لأي عمل ثقافي فهو خطوة جيدة، لكن الإشكال ليس في زيادة النفقات للعمل الثقافي إنما بتسهيل الإجراءات في تنفيذ البرامج الثقافية، وتقنين اختيار الكتب التي تطبع، وإيجاد آليات مناسبة وسهلة لإقامة البرامج الثقافية. وأضاف: «الرؤية تحتاج إلى خطة تنفيذية يتولى أمرها الأكفاء من المثقفين، بمعنى أننا نحتاج إلى غربلة المشهد الثقافي وفرز الذين يجب أن يقوموا بتنفيذ هذه الخطة، وهذا الذي يجود العمل». أما رئيس الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون سلطان البازعي، فأوضح أن الأرقام المعلنة ربما لا تشمل كل الأنشطة الثقافية التي تقوم بها جمعيات الثقافة والفنون والأندية الأدبية والمؤسسات الثقافية الأخرى، بل هذه الإحصائية إنما هي لأنشطة وبرامج وزارة الثقافة والإعلام فقط، مضيفا «الطموح أن نتجاوز هذه الأرقام بمراحل، خصوصا أن نشاطات جمعية الثقافة والفنون والأندية الأدبية كبيرة»، مبينا أن الجمعية قادرة أن تعمل بجهد كبير في ظل ما لديها من إمكانات قليلة، لأن نشاطها قائم على المبدعين والمتطوعين. وكان وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي، قد أكد أن الرؤية السعودية للجانب الثقافي تتجه إلى صناعة واقع ثقافي يتميز بمستويات عالية من الجودة والتنوع، بما يحقق تطلعات المواطن والمقيم ويتواءم مع مكانة المملكة ووضعها الاقتصادي المزدهر، ولذلك اعتمدت الرؤية السعودية 2030 في الجانب الثقافي على عدة آليات تتضمن دعم جهود مناطق المملكة ومحافظاتها في إقامة المهرجانات والفعاليات المختلفة، دعم الموهوبين من الكتاب والمؤلفين والمخرجين، دعم إيجاد خيارات ثقافية وترفيهية متنوعة تناسب الأذواق والفئات المختلفة، وذلك يوضح الاتجاه الحكيم إلى صناعة مسارات جديدة في تفعيل مجالات الثقافة والإعلام، مضيفا «ركزت الرؤية على جانب تعزيز وتكريس وتنويع مفهوم صناعة الثقافة عبر جملة من الآليات ومنها دعم القطاعات غير الربحية والخاصة على إقامة المهرجانات والفعاليات المتنوعة، تفعيل دور الصناديق الحكومية المختلفة في تأسيس وتطوير المراكز الترفيهية، تشجيع المستثمرين من داخل وخارج المملكة، عقد الشراكات مع شركات الترفيه العالمية، تخصيص الأراضي لإقامة المشاريع الثقافية والترفيهية من مكتبات ومتاحف وفنون وغيرها».