عزا الشاعر والباحث أحمد السيد عطيف عزوف أدباء جازان عن ناديهم إلى تجربتهم الأولى مع الانتخابات التي «أفشلتها اللائحة»، مشيرا إلى أن من بنود اللائحة الحالية «يحق للوزارة استبعاد من تراه غير مناسب دون إبداء الأسباب» وبناء عليه فإن أي شخص يحترم نفسه سيرفض أن تعرضه اللائحة للاستبعاد دون إبداء الأسباب. وأضاف «الخلل الآخر في اللائحة تفضيلها بأن تدخل الجمهور للأندية لأنهم أكثر عدداً من المثقفين ويمكنهم دعم خزينة النادي ويمكنهم إيصال من يريدون، فالأندية حاليا لجمهور الأدباء وليست للأدباء، وعند رؤيتي للائحة أعضاء النادي المتضمنة ما يقارب 270 شخصا لم أستطع التعرف إلا على 10 أدباء من المنطقة فقط والآخرون جمهور أجزم بأن 80% منهم لم يدخلوا النادي يوما». وتحدث عن التحزبات موضحا بأنها أمر طبيعي وموجودة في جميع الأندية الأدبية وبين الأدباء أنفسهم ومدى جمالها لو كانت حول الأفكار أو البرامج المفيدة للنادي ومثقفيه، ولكن حينما يطغى عليها طابع الشللية أو العصبية القبلية فهي مرفوضة تماما، مستنكرا التناقض بين بنود اللائحة التي تمنع التكتلات المباشرة وغير المباشرة ولكنها لم تضع آلية تراقب هذه التكتلات التي حضرت في فترة الانتخابات السابقة. وأنهى حديثه قائلا: «اللائحة مفككة والأندية كذلك، والأندية الأدبية في الوضع الراهن يجب دفنها وإلغاؤها أو دمجها مع المراكز الثقافية». من جانبه، أرجع الدكتور محمد حبيبي ابتعاد المثقفين عن أدبي جازان إلى اللائحة الحالية والانتخابات التي «باتت تشبه انتخابات المجالس البلدية حينما فقدت جوهرها»، مشددا على أهمية الانتخابات وتمسكه بها ولكن بعد تعديل اللائحة وشروط العضوية وعلى رأسها شرط بكالوريوس اللغات وامتلاك المتقدم مؤلفا وأكثر. ويرى أن النشاط الثقافي أصبح غير جاذب عموما، وعدم التنويع في المناشط وتكرارها وحصرها في ألوان محددة تجعل من إقبال الشباب أمر شبه معدوم، بينما بإمكانهم إيصال رسائلهم وأفكارهم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وهذا ما جعل من الأندية مكانا للكبار في السن والمتقاعدين. من جهته، انتقد الشاعر إبراهيم زولي عدم تميز الأنشطة والفعاليات والمناسبات وحصرها على مجموعة من الأسماء المحلية وعدم استقطاب الأدباء من الخليج العربي أو العالم العربي، مشيراً إلى الدعم المقدم من قبل وزارة الثقافة والإعلام والمكرمة الملكية الأخيرة التي «توازي ميزانية إحدى الوزارات في بعض الدول العربية» على حد قوله. وأوضح أن «عدم الانتظام وجدولة الأنشطة في أدبي جازان، وتجنب استشارة الأدباء ومثقفي النادي في أنشطته وفعالياته، وحصر العمل بين أفراد معدودين داخل النادي، مع الأخذ بعين الاعتبار المحسوبيات والتحزبات التي لا تمت للثقافة بصلة، قد سببت فجوة بين المثقفين والنادي»، مشددا على وجوب تدخل الجهات المسؤولة والبحث عن المشكلات التي أبعدت الأدباء عن أنديتهم. ووافق زولي رأي عطيف بدمجها مع المراكز الثقافية، مضيفا: «الوضع يستدعي إعادة الهيكلة لتعود للأندية الأدبية قيمتها ولتصبح أكثر شمولية وتهيئ بيئة تساعد على تنمية المجتمع». من جهته، نفى نائب رئيس أدبي جازان حسن آل خيرات التهم الموجهة للنادي بوجود التحزبات، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن العدد الكبير من المنتسبين للنادي لم يأت بين ليلة وضحاها وإنما كان بعدما أعلن النادي عن استقباله للأعضاء المستوفين للشروط في عدد من الصحف الورقية والإلكترونية وكافة وسائل التواصل الاجتماعي. وردا على التهم الموجهة بضعف محتوى الأنشطة أكد أن إدارة النادي تسعى جاهدة إلى تنويع النشاطات والمستفيدين والنطاقات الجغرافية للتنفيذ حيث المراكز الثقافية في المحافظات فضلاً عن الأنشطة المنبرية وأنشطة الاثنينية، واستضافة عدد من الأسماء الثقافية المهمة كالدكتور عبدالله الغذامي والدكتور سعيد السريحي والدكتور أحمد الزيلعي وعدد من أبرز الشعراء وكتاب القصة. وأضاف: «إذا صحت التهمة جدلاً أو حقيقة فالمجال مفتوح من خلال الانتخابات القادمة للترشح من قبل كل من يجد في نفسه القدرة على تقديم أنشطة أقوى وأفضل وتعميم الفائدة للمنطقة، وهو الأمر الذي ننشده ونعمل عليه ونتعاون فيه».