المملكة صانعة السلام    تزامنت مع تباشير التأسيس.. الاختبارات بالثوب والشماغ    لمسة وفاء.. زياد بن سليمان العرادي    عبدالله المعلمي.. صوت العقل والرزانة في أروقة الأمم المتحدة    الاحتلال يواصل الاقتحامات وهدم المنازل في الضفة    التعامل بحزم مع الاعتداء على «اليونيفيل».. السعودية تدعم إجراءات لبنان لمواجهة محاولات العبث بالأمن    وزير الداخلية ونظيره اللبناني يبحثان مسارات التعاون الأمني    وزير الداخلية والرئيس التونسي يستعرضان العلاقات والتعاون الأمني    في الجولة الأخيرة من دوري أبطال آسيا للنخبة.. الأهلي يواجه الغرافة.. والنصر في ضيافة بيرسبوليس    في انطلاق الجولة 22 من دوري" يلو".. الجبلين في ضيافة الزلفي.. والعين يواجه البكيرية    2 % معدل التضخم في المملكة    ريادة سعودية في صناعة الفوسفات.. 4.6 تريليون ريال موارد تعدينية بالشمالية    حين يصبح الطريق حياة...لا تعطلوا الإسعاف    ضبط 5 وافدين في جدة لممارستهم أفعالا تنافي الآداب العامة في مراكز الاسترخاء    هيئة العقار تشارك في «ريستاتكس الرياض»    تكريم الفائزين بجائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز في دورتها ال 12    قصة برجس الرماحي    تكريم المبدعين    تراجع مفهوم الخطوبة بين القيم الاجتماعية والتأثيرات الحديثة    عيد الحب.. بين المشاعر الحقيقية والقيم الإسلامية    10 مسارات إثرائية لتعزيز تجربة قاصدي الحرمين في رمضان    تحذير من أجهزة ذكية لقياس سكر الدم    محافظ جدة يُدشّن الحملة الوطنيّة المحدودة للتطعيم ضد شلل الأطفال    النفط ينهي سلسلة خسائر «ثلاثة أسابيع» رغم استمرار مخاوف الهبوط    المملكة العربية السعودية تُظهر مستويات عالية من تبني تطبيقات الحاويات والذكاء الاصطناعي التوليدي    وزير الاقتصاد: توقع نمو القطاع غير النفطي 4.8 في 2025    يانمار تعزز التزامها نحو المملكة العربية السعودية بافتتاح مكتبها في الرياض    الشيخ السليمان ل«الرياض»: بعض المعبرين أفسد حياة الناس ودمر البيوت    «سلمان للإغاثة» يدشن مبادرة «إطعام - 4»    أمير الشرقية يرعى لقاء «أصدقاء المرضى»    الحجامة.. صحة وعلاج ووقاية    محمد بن ناصر يدشّن حملة التطعيم ضدّ شلل الأطفال    يوم «سرطان الأطفال».. التثقيف بطرق العلاج    ملّاح داكار التاريخي.. بُترت ساقه فامتدت أسطورته أبعد من الطريق    الرياض.. وازنة القرار العالمي    "أبواب الشرقية" إرث ثقافي يوقظ تاريخ الحرف اليدوية    مسلسل «في لحظة» يطلق العنان لبوستره    عبادي الجوهر شغف على وجهة البحر الأحمر    ريم طيبة.. «آينشتاين» سعودية !    الترمبية وتغير الطريقة التي ترى فيها السياسة الدولية نفسها    الملامح الست لاستراتيجيات "ترمب" الإعلامية    بيان المملكة.. الصوت المسموع والرأي المقدر..!    القادسية قادم بقوة    يايسله: جاهزون للغرافة    الحاضنات داعمة للأمهات    غرامة لعدم المخالفة !    منتدى الاستثمار الرياضي يسلّم شارة SIF لشركة المحركات السعودية    الأهلي تعب وأتعبنا    وزير الاقتصاد يلتقي عددًا من المسؤولين لمناقشة مجالات التعاون المشترك    أمين الرياض يحضر حفل سفارة كندا بمناسبة اليوم الوطني لبلادها    نائب أمير منطقة مكة يستقبل القنصل العام لدولة الكويت    بموافقة الملك.. «الشؤون الإسلامية» تنفذ برنامج «هدية خادم الحرمين لتوزيع التمور» في 102 دولة    أمير نجران يكرّم مدير فرع هيئة حقوق الإنسان بالمنطقة سابقاً    "كبدك" تقدم الرعاية لأكثر من 50 مستفيدًا    جدد رفضه المطلق للتهجير.. الرئيس الفلسطيني أمام القمة الإفريقية: تحقيق الأمن الدولي يتطلب دعم مؤتمر السلام برئاسة السعودية    عدم تعمد الإضرار بطبيعة المنطقة والحياة البرية.. ضوابط جديدة للتنزه في منطقة الصمان    استمع إلى شرح موجز عن عملهما.. وزير الداخلية يزور» الحماية المدنية» و» العمليات الأمنية» الإيطالية    عبدالعزيز بن سعود يزور وكالة الحماية المدنية الإيطالية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العلمي ل«عكاظ»: الإخوان المسلمون متلونون وأهل دسائس وتناقضات
نشر في عكاظ يوم 31 - 05 - 2016

في كل أسبوع تستضيف «عكاظ» مغردا في «تويتر» وتجلسه على منصة المواجهة ثم ترشقه بالأسئلة المضادة والمشاكسة.. هو حوار ساخن هنا كل يوم (ثلاثاء)، وضيفنا هذا الأسبوع هو الدكتور عبدالله العلمي الكاتب الصحفي وعضو جمعية الاقتصاد السعودية وصاحب الكتابين الشهيرين «متى تقود السعودية السيارة؟»، والآخر «امرأة خارجة عن الأعراف».
• تقول «إن المرأة ناضجة وصالحة للزواج في سن العاشرة ولكنها في سن ال40 قاصر وتحتاج إلى ولي أمر يدير شؤونها».. أستاذ عبدالله منذ سنوات طويلة وأنتم تطرحون المرأة المرأة! ترى ما هي مشكلة المرأة في السعودية؟
•• سبب المشكلة شريحة متشددة في المجتمع تنظر للمرأة بدونية وتصر على تهميشها وإقصائها من الحياة الاجتماعية والشأن العام. تمارس هذه الشريحة الولاية الذكورية المُطلقة على دراسة المرأة وعملها وشكل ولون ملبسها وحقها بإدارة شؤونها المالية، وحرية تنقلها وابتعاثها وعلاجها، وحقها بالحصول على هويتها الشخصية وسفرها وجواز سفرها. هناك تناقض واضح في محاصرة المرأة في طفولتها وفي كبرها، ويصر أوصياء الفضيلة المزعومة على الاعتراض على الاتفاقيات الدولية المتعلّقة بحقوق المرأة التي وقعت عليها والتزمت بها السعودية وخاصة اتفاقية القضاء على التمييز ضدّ المرأة «سيداو». ولكن الصورة ليست كلها قاتمة، فهناك في الأفق بوادر إيجابية، ولو انها متواضعة، مثل تمكين المرأة من حقها في النفقة والرعاية وحضانة أطفالها والترافع في المحاكم واستخراج سجلات الأسرة والمطالبة بحقوقها في الأحوال المدنية. هذا لا يكفي، الأمل أن تنال المرأة قريبا مساحة أكبر في «الرؤية»، وأن يكتمل العمل على تطوير ملف الرياضة النسائية، وتمكينها من القيادة، وأن تعمل في الصيدليات وأن تشارك في الحياة السياسية كسفيرة تمثل بلادها ووزيرة ترعى مصالح وطنها.
• ثم لماذا تتبنون قضاياها أنتم أيها الرجال؟ لماذا هي المرأة لا تتبنى هي بنفسها هذه القضايا؟ إنكم أيها الكُتاب تفعلون ما تسخرون منه عندما تتحدثون عنها وعن شؤونها؟
•• المرأة هي نصف المجتمع ولكنها تلد وتربي المجتمع كله، بالتالي هي ليست كوكب خارج الكرة الأرضية بل أحد أهم أركان المجتمع. بمعنى آخر، الكتابة عن قضايا المرأة لا تختلف عن الكتابة عن التعليم والصحة والسكن والأمور الأخرى التي تهم المواطن. لا أرى سبباً أن (نجندر) الكتابة بمنع الرجال عن الكتابة عن قضايا المرأة، فالبديل ألا يكتب عن التعليم إلا المدرسون وألا ينتقد الخدمات الصحية إلا الأطباء وهذا طبعا هو المثير للسخرية.
تمكين المرأة
• حتى أنك وضعت استفتاء في حسابك الرسمي في تويتر: «هل أنت مع أو ضد تمكين المرأة السعودية من الالتحاق بالدراسة العسكرية والخدمة في الجيش السعودي؟» وكانت النتيجة صادمة برفض المجتمع؟
•• إقصاء المرأة يعد هدرا لطاقات كبيرة في المجتمع وتنطبق هذه القاعدة على جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والتعليمية والتنموية، وبالتالي المجال العسكري. نائب رئيس اللجنة الأمنية عضو مجلس الشورى اللواء الركن علي التميمي أحسن صنعا بمطالبته تمكين المرأة السعودية من الحصول على الدراسة العسكرية. ألم يوظف المسلمون في صدر الإسلام، كل طاقات مجتمعهم (بمن فيهم المرأة) في معاركهم؟ من الأدلة الخنساء ونسيبة بنت كعب المازنية، وخولة بنت الأزور وغيرهن ممن حاربن بجانب الرجال. أما نتائج التصويت في تويتر فهي لا يعتد بها، وربما كانت النتيجة أيضا صادمة لو كان الاستفتاء عن خروج المرأة من منزلها أو تعليمها أو عملها. علينا أن نخرج المرأة من أطر الجاهلية التي رسمها لها دعاة التحريض والوصاية والتسلط، فأقفلوا عليها داخل أقفاص الشبهة والفتنة والكيد والرذيلة التي وُصِمَت بها مع سبق إصرار وترصد.
• قلت «رغم كل الإنجازات المبهرة حول العالم، عجزنا عن تحقيق إنجاز صغير للمرأة السعودية، وهو تمكينها من الحصول على حقها في التنقل». أريد أن أسأل هل تعرف نسبة النساء اللواتي يرغبن في قيادة السيارة؟ عبر استطلاعات كثيرة في مواقع التواصل اتضح أن النسبة الرافضة أو المعترضة على الموضوع أكبر؟
•• لن ننجح بدون تمكين المرأة من حقوقها كاملة بما فيها حقها المشروع في التنقل. لو أن الملك سعود والملك فيصل رحمهما الله رضخا للشريحة المتشددة التي اعترضت على تعليم المرأة، هل كان لدينا اليوم عالمة مثل غادة المطيري، أو طالبة الدكتوراه بجامعة مانشستر عهود الجفري التي حصلت على جائزتين علميتين من جمعية الأورام الأوروبية، أو هناء الزهير التي نالت درع التميز العربي تقديرا لدورها في المسؤولية الاجتماعية؟ الموضوع لا يتعلق فقط برفض شريحة من المجتمع لقيادة المرأة، بل هو رفض لانتقال المرأة من العزلة ومباسط الأرصفة إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات البلدية ومقاعد مجلس الشورى وتقلد المناصب التنفيذية القيادية.
أما عن موضوع القيادة فلا توجد إحصائية دقيقة عن رفض حق المرأة في القيادة (مع تحفظي على الإحصاءات عن الحقوق). ذكرت في كتابي (متى تقود السعودية السيارة) اقتراحي الذي تقدمت به لمجلس الشورى في 2011، والذي يقضي بدراسة مشروع قيادة المرأة للسيارة ضمن خطة منظمة في وقت معين من اليوم، ويحدد له مدن معينة، مع ضرورة إصدار عدد من القوانين الرادعة والحامية للنساء تطبق بكل شدة، تحميهن من أي تعدٍ عليهن. اقترحت أن تُسَجَل المخالفات ويحال أصحابها فورا إلى التوقيف والسجن ويغرّموا غرامات رادعة، بحيث لا يتجرأ إنسان على مضايقتهن. كذلك أوضحت ضرورة تخصيص مدارس تعليم القيادة للسيدات، واستحداث أقسام نسائية في مراكز المرور تقوم بالتعامل مع الرخص النسائية والمخالفات، وأن تفرض على السيارات التي تقودها النساء أن تكون مؤمّنة من الأعطال وموقّعة عقودا مع شركات خدمة الطرق التي تصلها في أي مكان. كذلك اقترحت توعية المجتمع بأن القرار قرارٌ حكومي رسمي يسمح ويحمي من ترغب بالقيادة، ولكنه ليس إلزاميا، حتى يتأقلم الجميع، ويصبح الأمر عاديا.
• غردتَ قائلا: «يبدو أن هذا الصيف سيكون حارا بعد فوز المتشددين ب «مجلس الخبراء» في إيران، وخضوع الرئيس أوباما لابتزاز خامنئي».. بصراحة كيف ترى مستقبل المنطقة بعد التوترات الأخيرة مع إيران؟
•• ذكرت في مشروع كتابي (الأطماع الإيرانية في الخليج العربي) أن التوترات ستستمر مالم يجبر المجتمع الدولي إيران على التوقف عن تدخلاتها السافرة والمستمرة في الشأن الداخلي في دول المنطقة. أثبتت الوقائع أن طهران تعمل على تدريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة النعرات الطائفية ومواصلة التصريحات على مختلف المستويات لزعزعة الأمن والاستقرار، كما أن الحرس الثوري الإيراني يدعم ويمول ويدرب جماعات إرهابية مثل «حزب الله». الغريب أيضا رفض التزام طهران بتنظيم ترتيبات الحجاج هذا العام مما يتنافى مع ضرورة تأمين سلامة موسم الحج والحجاج ومبدأ حسن الجوار حسب الأعراف الدولية.
نظام صارم
• قبل أيام أطلق أحدهم الرصاص على طبيب لأنه قام بتوليد زوجته بسبب طلبه أن يكون ذلك الأمر على يد طبيبة لا رجل.. كمراقب ومحلل هل المجتمع عنيف أي أنه يتجه لمعالجة أي شيء بردة فعل عنيفة؟ ما أسباب هذا العنف؟ كيف يتم تخفيفه؟ كيف يزول؟
•• المجتمع ليس عنيفا بالعموم، فلا يخلو أي مجتمع من العنف بمختلف أسبابه وظروفه. إلا أن معظم الشعوب المتحضرة بذلت جهودا مكثفة لدراسة أسباب العنف في مجتمعاتها، وبالتالي سنت التشريعات والقوانين لمعاقبة من يزاولون الإيذاء والعنف. في هذه الواقعة البشعة، آمل ألا يقال لنا لاحقا أن المعتدي على الطبيب مضطرب نفسيا، فهذه جريمة مع سبق الإصرار والترصد.
حاول مجلس الشورى دراسة أسباب العنف وسن قانون منع الإيذاء عبر عدة مراحل مهمة ولكنها كلها للأسف لم تحقق الهدف المرجو منها. في أغسطس 2013 صدر قانون «الحماية من الإيذاء» المكون من 17 مادة خالية من الدسم يواجه المدانون بالإيذاء النفسي أو الجسدي بعقوبة ناعمة بالحبس أقصاها عام واحد ودفع غرامة هزيلة لا تتعدّى ال50 ألف ريال. العنف جريمة ومحرّم شرعا وأخلاقيا، ولكن النظام الصادر في عام 2013 لا يفي بالغرض ولا يمنع الإيذاء بالصرامة المطلوبة.
المرحلة الثانية بدأت في فبراير 2015، إذ اقترح ثلاثة من أعضاء الشورى استبدال المسمّى ب «نظام حماية العرض»، ليكون النظام شاملا لمكافحة التحرش والابتزاز والمتاجرة بالبشر من ناحية الوقاية السابقة بآلياتها والعقوبة اللاحقة بضوابطها، والتي تصل في حدها الأعلى إلى السجن عاما وغرامة 100 ألف ريال، يعني «كأنك يا زيد ما غزيت». ما نحتاج له هو نظام صارم يجرم العنف بكل أشكاله ويوقع عقوبات صارمة على المعتدين.
• تقول: «ظاهرة الخوف والرهبة من غضب حزب الصحوة تمنع عضو الشورى من ذكر اسمه لأنه يطالب بسن نظام مكافحة التحرش!!».. هل في بلدنا أحزاب حتى تدعي أن هناك حزبا اسمه الصحوة؟ وهل التيار الديني مخيف إلى هذا الحد؟
•• من حسن الحظ أن حركة الأمة المجاهرة بالتحزب الإسلامي السياسي التي انطلقت في السعودية في عام 2011 تم وأدها في مهدها بلا رجعة. مرحلة «الصحوة» أنتجت سكونا فكريا وركودا ذهنيا وتبلدا ثقافيا انتشر فيه نمط أيديولوجي متشدد، حرض على «الجهاد» بدون إذن ولي الأمر وسوّق للعنف والكراهية ضد «الكفار والنصارى».
الموضوع ليس التخوف من هذا التيار أو ذاك، بل إزالة الرهبة عن أي تداعيات قد تنتج عن حرية التعبير عن الرأي بإيجابية وموضوعية. آمل أن نتحول من «صحوة» الغلو والتطرف والتشدد، إلى صحوة تبشر بالحياة وتؤصل منهج الاعتدال الداعي للمحبة ونبذ العنف وتحض على التنمية والتطور والمساواة والتسامح بين الأديان والسلام.
• في إحدى تغريداتك الأخيرة كتبت: «السعودية صنفت «الإخوان» منظمة إرهابية، وتونس خلعت عباءة الدعوة لتتفرغ للسياسة فلماذا تلميع «العمل السياسي الإسلامي»؟ ثم وضعت رابطا لمقال الأستاذ جمال خاشقجي «ليست سلفيتنا» المنشور في صحيفة الحياة، هل تريد أن تقول إن خاشقجي إخواني أو محسوب على تنظيمهم؟
•• لن أتعرض شخصيا لأي من الزملاء في مهنة الصحافة والإعلام. برغم إعلان السعودية الصارم في مارس 2014 جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، إلا أن البعض مازال يمجد الدور الحزبي «القيادي الناجح» لرموز هذه الجماعة بدءا من البنا وقطب ومرورا بمرسي والغنوشي وأردوغان وبن كيران. ليس لدي شك أن المذكور صحفي استقصائي جيد، ولكن ربما عليه الاستراحة في مهنة الصحافة والابتعاد عن الإدارة، وخاصة بعد تجربتين قاسيتين في إدارة صحيفة مرموقة وقناة إخبارية تم إقفالها بعد سويعات قليلة من البدء ببثها.
• قلت معلقا على تخلي حركة النهضة التونسية أخيرا عن الدعوة وتفرغها للنشاط السياسي أنه مؤشر جيد ولو أن «الإخوان» لا يؤتمن لهم؟ لماذا لا أمان لهم؟ أليسوا مسلمين؟
•• تاريخ الإخوان المسلمين منذ تأسيس الحركة في عام 1928 حافل بالدسائس والتلون والتناقضات. التجربة التونسية التي أثبتت فشلها أخيرا لا تختلف كثيرا عن مثيلتها في تركيا، إذ ادعى حزب العدالة والتنمية تخليه عن اتباع «النمط السياسي الإسلامي» والانتقال بتركيا إلى «الديموقراطية المحافظة». ربما علينا أن نتذكر كيف حث مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا أتباعه على «تهذيب» المرأة، وخصوصا أن وظيفتها التي خلقها الله لها، كما يقول، تنحصر في تدبير المنزل ورعاية الطفل. ليس للإخوان أمان، وأحد الأدلة هو الاعتداء الإرهابي الذي قام به الإخوان بالهراوات والأسلحة البيضاء على المواطنين المصريين وخصوصا الاعتداء على الناشطتين ميرفت موسى وسلمى غالي، ليس لكونهما تتظاهران بل لأنهما من «فصيلة» النساء.
يقول راشد الغنوشي، عضو مكتب الإرشاد العالمي لجماعة الإخوان، في أحد كتبه الهلامية المثيرة للجدل: «مجلة الأحوال الشخصية التونسية أثارت موجة من التغريب والثورة العمياء ضد كل تراث تونس الفكري». هذا الرأي الأحادي إقصاء وتهميش للدور العظيم للمرأة التونسية.
إعلام الملالي
• تقول: 40 قناة فضائية مملوكة أو ممولة من إيران تسعى على مدار 24 ساعة إلى إثارة الفتنة الطائفية والانقسام داخل المجتمع الخليجي أين قنواتكم ياعرب؟» هل الحرب القادمة هي إعلامية؟ وهل تريد من القنوات العربية أن تفعل ما تفعله قنوات إيران؟
•• الحرب الإعلامية المتعمّدة ضد تاريخ وثقافة العرب بدأت منذ زمن طويل في الصحف والقنوات الإعلامية الإيرانية والقنوات الأخرى التابعة لها في العراق ولبنان. تحرص القنوات الفضائية التابعة لنظام الملالي، مثل العالم، المنار، اللؤلؤة، فدك، الاتجاه، العقيلة، النجف، والنجباء، على وضع ميزانيات مفتوحة تحت تصرفهم، لإنتاج أعداد ضخمة من البرامج لاستمالة وتحريض الشباب العربي.
ورغم قرار إدارة شركة «نايل سات» وقف بث قناة (المنار) في 2016، إلا أن القنوات الإيرانية الناطقة باللغة العربية لم تتوقف عن مواصلة هجومها على العالم العربي لنشر ثقافة الملالي، إذ رصدت إيران مليار دولار سنويا للقنوات الموالية لها لاستمرار هجومها على العرب. من القنوات الطائفية الإيرانية التحريضية قناة (المنهاج)، التي يشرف عليها آية الله محمد سعيد الحكيم، أحد أنصار تطبيق نظام ولاية الفقيه في العراق، وقناة (الغدير)، التي يشرف عليها زعيم ميليشيا (بدر) هادي العامري، وقناة (العهد) لصاحبها رئيس عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، وقناة (آفاق) التابعة لحزب الدعوة جناح نوري المالكي في العراق، وقناة (المسار)، لصاحبها خضير الخزاعي.
الهدف من هذه القنوات هو تصدير فكرة «مظلومية» النظام الإيراني لاستمالة أصحاب العقول الضعيفة. في الوقت نفسه، يتم تقديم النموذج الإيراني على أنه الأفضل والأنسب بسبب ما حققه من نجاح مزعوم على المستوى السياسي والعسكري. تأخرنا كثيرا بالتواصل إعلاميا مع العالم الخارجي بينما ركز خطابنا الإعلامي على الداخل. لدي بعض الأفكار التي قد تساعد على تصحيح المسار ناقشت محتواها مع المختصين وآمل بتحقيق أهدافها قريبا.
• «ليس من المستغرب أن الفتيات في الغرب تفوقن على الأولاد في العلوم والتقنية لا حواجز أوأعراف وتقاليد تمنعهن من المنافسة».. ماذا تريد؟ تعليم مختلط أم تعليم نوعي؟
•• التعليم أكبر من كونه عناوين وشعارات؛ التعليم هو منهاج وأسلوب ومعلم ومبنى ومهارات وفكر وتأهيل وحرف. كما ورد في رؤية 2030، ما نطمح إليه هو أن نجعل وطننا في مقدمة دول العالم، بالتعليم والتأهيل وبالفرص للجميع. نريد توفير التعليم القادر على بناء الشخصية وإشراك أولياء الأمور في العملية التعليمية، وتطوير المنظومة التعليمية والتربوية بجميع مكوناتها، مما يمكّن المدرسة بالتعاون مع الأسرة من تقوية نسيج المجتمع، من خلال إكساب الطالب المعارف والمهارات والسلوكيات الحميدة ليكون ذا شخصية مستقلة تتصف بروح المبادرة والمثابرة والقيادة، ولديها القدر الكافي من الوعي الذاتي والاجتماعي والثقافي. التعليم الذي نطمح له هو استحداث مجموعة كبيرة من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والتطوعية والرياضية للذكور والإناث على حد سواء عبر تمكين المنظومة التعليمية والثقافية والترفيهية، والاستثمار في التعليم والتدريب وتزويد أبنائنا وبناتنا بالمعارف والمهارات اللازمة لوظائف المستقبل. هدفنا – كما جاء في الرؤية - أن يحصل كل طفل سعودي على فرص التعليم الجيد وفق خيارات متنوعة، والتركيز على مراحل التعليم المبكّر، وعلى تأهيل المدرسين والقيادات التربوية وتدريبهم وتطوير المناهج الدراسية.
كذلك هناك حاجة لتطوير التعليم العام وتوجيه الطلاب نحو الخيارات الوظيفية والمهنية المناسبة، وإتاحة الفرصة لإعادة تأهيلهم والمرونة في التنقل بين مختلف المسارات التعليمية، وتعزيز دور المعلّم ورفع تأهيله، والعمل على مواءمة مخرجات التعليم العالي مع متطلبات سوق العمل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.