يواجه الشيخ صالح المغامسي هجوما شرسا؛ لأنه رأى أن الموسيقى ليست محرمة وفي لقاء الشيخ مع قناة mbc أمس الأول، أوضح الشيخ صالح وجهة نظره بأن «المسألة ليس عليها إجماع أنه في الغناء، ولو فرضنا أنه الغناء، وهو قول قوي.. فالله قال (لهو الحديث) يعني كلاما، فالمعازف ليس لها ذكر، المعازف لا تسمى حديثا، قد تكون مرتبطة بموسيقى وقد تكون لا، لكن الآية تتكلم عن (حديث)، وأنا أتكلم عن الموسيقى، ولم أتكلم عن الغناء، ثم قال الله تعالى: (ومن الناس من يشتري...) الشراء يأتي على ضربين: يأتي حقيقة ويأتي مجازا» . وقد تحدث كثير من العلماء عن الغناء والموسيقى عبر العصور الإسلامية، فالغناء حلاله حلال وحرامه حرام، وهي أحكام متدرجة منها: الواجب والمندوب والمستحب والمحرم وما يتحقق به واجب يصبح واجبا، ولو أن الغناء والموسيقى ألهتا المرء عن عبادة في وقتها تصبح حراما. أما الموسيقى فقد اختلف حولها العلماء أيضا، ويذكر الدكتور سعد الهلالي أن كل مذهب مختلف على نفسه في كون المزمار ليس محرما في ذاته، إنما المحرم فيه ما يصاحبه من محرمات أو الإلهاء عن الواجبات الشرعية. والاختلاف حول الغناء والموسيقى هو اختلاف فقهي، وليس عقديا، وأن الأحكام الفقهية المختلف عليها ترجع لسلوك الإنسان ولجوارحه، إنما الأحكام العقدية هي أحكام ملزمة يتعبر اقترافها قولا أو فعلا مخرجا عن الملة. وعن الأحكام الفقهية المختلف حولها مثل الغناء يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي إن كل واحد حكم في نفسه، وكل شيء يخرج الإنسان عن سمت اعتداله ووقاره يصبح حراما: نصا من غير لهو أو لحنا من غير أداء أو أداء مصحوبا بما لا دخل له بالغناء. والمشكلة الجوهرية التي عبرت مجتمعنا خلال السنوات الماضية أن كل حكم فقهي تم بثه بين الناس أن يقوم المفتي الإتيان بالحكم من وجه نظر فقهيه واحدة من غير ذكر الاختلافات الفقهية المذهبية الأخرى حول الشيء المختلف عليه فقهيا.. وبهذه النظرة الأحادية حدث التباس بين الناس، وتغلب التحريم على بقية الأحكام التي تدرجت في حكمها أو أنها رأت أن هذا الشيء مباح وليس حراما. وجميعنا يذكر عشرات الأحكام التي التزم بها المجتمع على أنها حرام، ومع اتساع الفضاء الإلكتروني وجد أفراد مجتمعنا أحكاما فقهية التزموا بتحريمها على أنفسهم بأن علماء كباراً في بقية العالم الإسلامي يجيزون ما تم تحريمه على أنفسنا. وأقرب شيء يخطر في البال تحريم التصوير حتى وصل الأمر عند المتنطعين رفض الحصول على بطاقة الأحوال أو الجواز.. وكأننا كنا في خلاطة واحدة تدور بنا (السبع لفات). [email protected]