ركزت ندوة «الوجوه الجديدة في المملكة» في باريس أمس (الثلاثاء) على الخطوط العريضة لإستراتيجية المملكة المتعلقة بتشكيل تحالف سياسي واقتصادي وإستراتيجي وفق ما يستدعيه الظرف الإقليمي والدولي، الإستراتيجية التي تكمل توجه المملكة نحو رؤية مستقبلية مدروسة يقودها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وأكد سفير خادم الحرمين الشريفين في فرنسا الدكتور خالد العنقري، في افتتاح الندوة، أن السعودية تشهد تحولات جذرية، في ظل اتجاهات سياسية واقتصادية توسم المشهد السعودي في ظل قيادة شابة، حملت على عاتقها مستقبل البلاد. الندوة شهدت نقاشاً ثرياً حول مواضيع متعددة، كان أهمها الاقتصاد السعودي خارج المحروقات، وفرص الاستثمار، ومكافحة الإرهاب، وتغيير الصور النمطية عن المشهد السعودي، وهي النقطة التي شدت انتباه الطبقة السياسية والنخبوية الفرنسية. وأجمع الحضور على عمق الإستراتيجية السعودية، وأكدوا أهمية التعريف برؤية المملكة المستقبلية وانتهاز الفرص من مختلف المجالات الجيوسياسية، والثقافية، والاقتصادية، للتعريف بصورة التحول العام الذي انتهجته المملكة ويستقطب اهتمام الطبقة السياسية والاقتصادية في فرنسا، باعتبارها شريكا إستراتيجيا، يهمها أن تكون في صورة الإستراتيجية المستقبلية للسعودية. النقاشات التي دارت في الندوة كان هدفها توضيح الرؤى وتسليط الضوء على واقع غالباً ما حجبته الأفكار المغلوطة عن المملكة، البلد الذي في كثير من الأحيان تسود حوله أثناء المناقشات العامة الفرنسية المهاترات السياسية التي تزج بها آراء مشككة من قبل المعارضين لدور المملكة في محاربة الإرهاب وفي الحفاظ على الحريات وغيرها من النقاشات. وأجاب المتخصصون السعوديون خلال الندوة على كثير من التساؤلات حول حقوق الإنسان، ومحاربة واجتثاث جذور الإرهاب وتجفيف منابعه، والجزم بالأرقام والحقائق عن دور المملكة في المنطقة واستقبالها لآلاف اللاجئين السوريين. ندوة «الوجوه الجديدة في المملكة» جاءت في ظرف تحكمه اللوبيات الدولية، والتكتلات الإقليمية، والمملكة اليوم برؤيتها وتحولها الإستراتيجي تدخل مرحلة تستدعي فيها خلق لوبي دولي اقتصادي وسياسي كفيل بالتموقع في الواجهة، خصوصاً أنها أثبتت عن جدارة تمكنها من الملفات الإقليمية والدولية. وكانت الندوة انطلقت برعاية رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشي، وبالتعاون بين سفارة المملكة ولجنة الصداقة السعودية الفرنسية في مجلس الشيوخ.