بدأت الآمال في عودة إيران للاندماج بسرعة في الأسواق العالمية بعد اتفاقها النووي مع القوى العالمية وجلب الاستثمارات وإتاحة الفرص أمام الشباب تتحول إلى شعور بالإحباط. والسبب في ذلك هو الغموض الذي يكتنف مناخ الأعمال في إيران وعدم وضوح الصورة السياسية في الولاياتالمتحدة، وسط رفض البنوك الدولية التعامل مع إيران خشية إغلاق أسواق المال الأمريكية في وجهها. فيما يقف الحرس الثوري وراء إمبراطورية أعمال تغطي قطاعات من الإنشاءات إلى البنوك وقد اكتسب خبرات كبيرة في إخفاء دوره. ومن العوائق التي تحول دون دخول المستثمرين مقاومة من داخل إيران ممن يخشون أن يؤدي الانفتاح على العالم إلى تقويض مصالحهم الراسخة، إضافة إلى الخوف بين المستثمرين الأجانب من مخالفة عقوبات أمريكية لا تزال سارية على طهران. بينما يخشى المستثمرون والبنوك الأجنبية الكبرى من أن يؤدي تحرك أمريكي إلى إخراجهم من النظام المصرفي العالمي إذا ما أجروا تعاملات حتى ولو عن طريق الخطأ مع مؤسسات خاضعة للعقوبات. ويشير تنفيذيون أجانب إلى أنهم عندما يتفحصون حقيقة ملكية الشركات التي يتواصلون معها يكتشفون في كثير من الأحيان صلات تربطها بالحرس الثوري. في حين تتمثل المشكلة الرئيسية للمستثمرين الأجانب المحتملين في الخوف من أن يسفر اتصال حتى ولو عن غير قصد بطرف إيراني تسري عليه العقوبات عن فرض عقوبات ضخمة من جانب وزارة الخزانة الأمريكية تمنعها فعليا من العمل من خلال الأسواق المالية الأمريكية وهو عامل قوي مثبط لأي نشاط تجاري له وجود عالمي. يقول الكسندر جورجينيا الذي شارك في وفد الأعمال الألماني الثاني، الذي زار إيران أغسطس 2015: «المشكلة الكبرى هي البنوك». ويضيف جورجينيا لرويترز: «على الشركة الأجنبية أن تتحقق من الشركة الإيرانية وما إذا كانت تربطها صلة بالحرس الثوري الإيراني أو بجزء منه، عليها أن تتحرى تعاملات الشركة والطريقة التي تعمل بها وراء الكواليس، وعلينا أن نتعامل مع شركات لديها أموال في جيوبها وأغلبها جزء من الحرس الثوري، هذا ما توضحه لنا معلوماتنا». وأشار مدير تنفيذي صيني في طهران طلب عدم نشر اسمه إلى أن البنوك الدولية ترفض التعامل مع إيران حتى الآن خشية إغلاق أسواق المال الأمريكية في وجهها. وبين المسؤول الصيني الذي يمثل شركة لمعدات النفط والغاز أنه لم يوقع اتفاقا واحدا حتى الآن. وقال: «إن أغلب الشركات الإيرانية ليس لديها أموال لدفعها، رغم الطلب الواضح على معدات الحفر». وتابع: «يطلبون من البائعين توفير التمويل، لكن هذا مستحيل لأنه لا يوجد في العالم أي بنك أجنبي يجرؤ على إبرام صفقات مع بنوك إيرانية لأنه خائف إلى أن تبدأ البنوك الدولية في إبرام صفقات، غير أن البنوك الأوروبية مازالت خائفة من البنوك الأمريكية».