من يقرأ البيان الصحفي الذي أصدرته جامعة الطائف وتبرأت فيه مما «أقدم» عليه طلبة وطالبات كلية الطب من إقامة احتفال بمناسبة تخرجهم أكدت فيه (إذا ثبت نسبة هذا التصرف لخريجي كلية الطب بالجامعة فإننا نستنكر في جامعة الطائف ما قام به بعض طلبة كلية الطب من تصرفات فردية بإقامة حفل خاص بهم بمول تجاري عام وتؤكد الجامعة بأنه ليس لها علاقة بهذا الاحتفال وقد أقيم خارج أسوار الجامعة دون علمها)، من يقرأ تلك البراءة وذلك الاستنكار يظن أن أولئك الطلبة والطالبات قد أقاموا حفلا راقصا أو أنهم اجتمعوا على منكر أو أنهم التقوا في غرف مغلقة أو أنهم كانوا يرتدون ملابس لا تليق، من يقرأ ذلك الاستنكار لا يمكن له أن يتوقع أن أولئك الطلبة والطالبات والذين سوف يجمع بينهم مكان عملهم حين يعملون، قد اجتمعوا في مكان عام بحضور آبائهم وأمهاتهم، ولم يظهر الفيديو، الذي أثار حفيظة الجامعة فبادرت إلى الاستنكار، أي مظهر من مظاهر سوء الأدب وسوء الأرب فقد كانت أولئك الطالبات متحجبات كما يليق بهن، وكان الحفل بريئا من أي مظهر يمكن له أن يبرر تلك الغضبة المضرية التي مست جامعة الطائف فسارعت بإصدار بيانها. وإذا كانت جامعة الطائف تعلم أن الإذن بمثل ذلك الاحتفال من صلاحيات جهات أخرى، كما جاء في بيانها، وإذا كانت تعلم أن «حق الولاية» على أولئك الطلبة والطالبات قد انتهى بتخرجهم وأن تلك «الولاية» ينبغي لها ألا تتجاوز حدود الجامعة وما يحدث داخل أسوارها، وإذا كانت تعلم أن لأولئك الطلاب والطالبات أولياء أمور هم المسؤولون عنهم، إذا كانت جامعة الطائف تعلم ذلك كله فإن بيانها لا يعبر إلا عن خوف لا مبرر له، أو حشر لنفسها في ما لا شأن لها به، وقد كان الأولى بها أن تكون محايدة لا شأن لها بما يملك غيرها صلاحيات الإذن به سواء تمثل ذلك في الجهات المسؤولة عن إقامة ذلك الحفل في ذلك المول التجاري أو أولياء الأمور الذين شاركوا في ذلك الحفل.