-1 نصيحة.. خبئ جناحيك لشيء مهم. فالتحليق لم يعد مدهشًا؛ لأن السماء ما عادت صافية ولا السحاب أبيض. والأرض التي كانت تغازلنا أصبحت موحشة. والقناصة الأوغاد يتربصون بنا من بين الركام. اصنع من الريش وسادة لتشعر أنك مترف ولو لمرة في حياتك، أو انفض به غبار أحزانك وبؤسك. خبئ جناحيك لأنك ستحتاجهما عندما تموت.. عندها ستكون السماء مجرد فتحة بيضاء كالقطن وستحلق دون أن ينتبه لك أحد؛ فالقناصة لا يهدرون رصاصاتهم على الموتى. -2 حقيبة.. قبل أن تنهض تأكد أنك مكتمل، أطرافك، عيناك، جهازك الهضمي، وطقم أسنانك. عليك أن تكون مستعدًا، ضع في حقيبتك اليدوية قليلًا من أحزانك، بعض الفشل، كرهك لهذا العالم، وصورة صغيرة لوطنك كي تبرزها عند نقاط التفتيش، ولا تنسَ أن ترتدي جسدك لتكون بكامل أناقتك وأنت تبحث عن لقمة عيش. -3 اقرأ قصيدة وأنت تغادرُ عائداً إلى منزلك حاول أن تركب القطار الأخير؛ لأن القطارات الأخيرة تكون أكثر شوقاً، ولا تشيخ صفاراتها كالقضبان السوداء. ولا تنظر في أعين المسافرين مباشرة؛ لأنها ستكون غارقة شاردة، تنظر إلى نقطةٍ بعيدةٍ لا نستطيع لمسها. عند الرصيف الأخير وقبل أن تصعد القطار الأخير، تذكر أن تقرأ قصيدة، لا يهم.. أي قصيدة!، القصائد تعويذةُ المسافرين والأوطان. إنها الطريق الذي يرشدنا قبل أن نتوه عن منازلنا الصغيرة ودفء الأمهات. * قاص سعودي