التفاؤل نصف علاج المرضى، وهذا الاستنتاج لم يأت عفويا، وإنما وفق دراسات قائمة على البراهين، فمثلا نجد أن الروماتويد، مرض مناعي ذاتي يمكن أن يحدث في أي مرحلة من العمر، فالجهاز المناعي للجسم يبدأ في مهاجمة المفاصل ويؤدي إلى تورمها ويسبب الألم، ويعاني المصاب فيه من التهابات، وذكرت طبيبة بمستشفى الأمراض الروماتزمية في ليلهامر بالنروج إيفانا هولان أن «الاكتئاب يزيد أربعة أضعاف بين مرضى الالتهاب المفصلي الروماتويدي، مقارنة بغير المصابين»، كما أن «التقلبات النفسية لها دور في أمراض الأوعية الدموية»، وأوضحت أن «علاج المشاكل النفسية ومنها الاكتئاب مهم لأن لها تأثيرا صحيا يتخطى الحالة المزاجية»، ومن هنا فإن التفكير الإيجابي والتفاؤل الدائم مفيد جدا للصحة. فالمتفائل مقتنع كل القناعة أنه يستطيع تسيير الأمور على النحو الذي يريد، بينما الأفكار المتشائمة أو السلبية تزيد من الضغط والألم وتؤدي إلى إضعاف الجهاز المناعي؛ والمتشائم يصاب دائما بالاكتئاب والقلق ويشعر بالعجز واليأس أمام المصاعب ويلجأ إلى العزلة ويحرم نفسه من الصداقة والحب وما لهما من فوائد صحية ودعم معنوي. وأثبتت الدراسات أن الشعور بالعجز يضعف الجهاز المناعي لأنه يؤثر على خلايا الدم البيضاء التي تهاجم الأجسام الأجنبية كالبكتيريا والفيروسات والخلايا السرطانية، أما إذا كان إيمان المتفائل بنفسه وقراراته متينا فسيجد نفسه قادرا على تحقيق إنجازات مهمة ومكافحة الالتهاب والتوصل إلى العيش الهانئ، ولك أن تختار بينهما. ضياء الحاج حسين