علاقة علي ناجي الجماعي ب «عكاظ»، التي بدأت قبل30 عاما، ذات لون وطعم ورائحة، يبدأ بها صباحاته. وأحال داره في جدة إلى متحف صغير يحتوي على عشرات النسخ النادرة. أما طاولته في مسلخ جدة - حيث يعمل - فهي الحاضنة الأولى لصحيفته المفضلة .. نصحه زواره بالتخلي عن النسخة الورقية والاكتفاء بلمسة الزر على هاتفه، غير أن نظريته العجيبة ردت ناصحيه : أستمتع برائحة الورق وحبر «عكاظ»، اقتنيها فجرا، حتى في أيام العيد مع كثرة الزوار ويعتبر بعضهم انشغاله بها تعطيلا لهم، «عيناي تتقاسم المحبة بين حروف الجريدة وقلوب زبائني في المحل». ارتبط الجماعي بعلاقات وصل مع المكتبات والبقالات ومع الموزعين، واليوم الذي تتأخر فيه «عكاظ» يوصي الباعة بمهاتفته، «أذكر أنني ذهبت أكثر من مرة إلى مقر الصحيفة للسؤال عن أخبارها وعن سبب تأخرها ولا يرتاح لي بال وإلا وقد حصلت على نسختي». وحين يغادر في عطلته السنوية إلى بلاده اليمن، ينسق مع أحد الباعة ليقطع مسافة لاتقل عن 100 كيلومتر أسبوعيا ليحصل على «كوتة» الأسبوع مرة واحدة ! «عائلتي تعلم بأني أقطع المسافات الطويلة من أجل الحصول على الصحيفة ، وإن تعثر سفري، تعكر مزاجي. لم يحدث أن استخدمت صحيفتي المفضلة سفرة طعام أو أداة للتنظيف، خزانات منزلي كثيفة بآلاف النسخ، أما الأعداد المميزة فهي في الحفظ والصون.. وبرغم نصح الناصحين لن أتحول إلى النسخة الإلكترونية، أدمنت شم ورقها إنها عطري المفضّل». الجماعي لم يسبق له المشاركة في أي من مسابقات «عكاظ»، ويصف علاقته بها أنها صافية ونقية دون غرض، ويشعر بحجم حبه لها وهو يترقب وصول موزعيها في الصباح الباكر، وارتبط بكتابتها وصفحاتها، يعرف متى يكتبون ومتى يغيبون. ولا يخفي الجماعي إعجابه بنقلة الصحيفة، وصفحتها الأولى الرشيقة، وتزعجه الإعلانات الكثيفة!