لو تخيلت قمة الغلاسة البشرية... فأعتقد أن الخيار المنطقي سيكون «بن يمين نيتن يا هوه» رئيس وزراء الكيان الصهيوني... ولو تخيلت أكبر وأثقل ذرة طبيعية فيجب أن يكون الخيار الطبيعي هو ذرة اليورانيوم... وقبل الدخول في التفاصيل فأود أن أشير إلى «طرفة» متعلقة ببودرة حلوى «الططلي» الصفراء الجميلة. وهذه الحلوى هي عبارة عن بودرة «كاسترد» صفراء جميلة مجففة كانت من أكثر الحلويات رواجا أيام زمان. الشاهد أنها قد تثير حالة رعب لدى بعض الجهات الأمنية نظرا لأنها تشبه ما يسمى بالكيكة الصفراء Yellow Cake. وهذه البودرة الصفراء الجميلة هي عبارة عن خليط بين عنصري اليورانيوم والأوكسجين. ويمكن أن تستخدم لتخصيب ذلك العنصر المشع لاستخدامه لأغراض «خبيثة» وفتاكة. وذرات اليورانيوم هي أثقل وأكبر الذرات الطبيعية في الكون بأكمله. ومقارنة بالذرات الأخرى فهي تعتبر «البيه الكبير». ولكن هناك المزيد، فمن العدل والدقة أن نصف اليورانيوم أنه العنصر «المربوش» أي غير المتزن. وذلك بسبب تركيبته الذرية شديدة الازدحام لدرجة أنه يمثل أقصى درجات «الحشر» بالنسبة للعناصر الطبيعية. بل إن من الدقة أن نصفه أنه في حالة عدم اتزان، أي كمن «لا يطيق نفسه». ولن تجد هذا الازدحام في ذرات أي من العناصر الطبيعية في الكون... لا في الهيدروجين، ولا الأوكسجين، ولا الحديد، ولا الذهب، ولا الرصاص، ولا النحاس ولا أي عنصر آخر. وأحد انعكاسات تلك الزحمة الشديدة بداخل ذرة اليورانيوم أنه يريد أن يخرج عن «طوره»، أي يريد أن يتخلص من الطاقة الهائلة بداخل النواة... ولذا يصبح مشعا بمشيئة الله.. وهناك المزيد... فحتى عندما يتجرد هذا العنصر من خصائصه الإشعاعية ويصنف كيورانيوم «منضب» أي منزوع الإشعاع، فيصبح من المواد السامة ويصبح ضمن تصنيف «السم الهاري». فهو من أشد السموم الفتاكة. والتجرد من المخاطر الإشعاعية لا يعفيه من قائمة الشر لأن بعض الاستخدامات تشكل خطورة على البشر والبيئة بطرق مختلفة وإليكم بعضها: يستخدم اليورانيوم المنضب كأحد أهم المعادن في تصنيع القذائف المدفعية نظرا لقوته وكثافته. ولكن تلك الذخائر لا تختفي بعد استعمالها فتبقى مدفونة في التربة لسنوات طويلة جدا وهذا أحد التحديات في مناطق الصراعات العسكرية المختلفة... والمقصود الرقمي لكلمة «جدا» هي ملايين السنين... ومخاطرها الأساسية هي على وظائف الكلى، وعلى احتمال توليد خلايا سرطانية في أماكن مختلفة من الجسم... يعني يبقى في «ربشته» حتى بعد نزع إشعاعه العنيف. سبحان الله أن نعمة وجود اليورانيوم للبشرية تشكل مجموعة امتحانات عجيبة... كانت الكونجو (زائير) هي أحد أول وأكبر مصادر هذا العنصر العجيب، وتسبب لتلك البلاد وأهلها في نكبات نهب، وقسوة، واستعمار جشع، وحروب أهلية... وكان ولا يزال من أهم ثروات دولة النيجر في وسط أفريقيا ولم يحسن وضعها بالرغم من قيمته العالية، كونه من أهم مصادر الطاقة. وتعتبر أستراليا أكبر مصدر له، وبالرغم من ذلك، فلا تعتمد على المفاعلات النووية كمصادر للطاقة. وقد بدأت المقال بالحديث عن الكيان الصهيوني، فلابد من الذكر أن أول دولة في الشرق الأوسط حصلت على الطاقة النووية كانت ذلك الكيان. وبالرغم من افتقارها لمصادر الطاقة، فقد حرصت أن تكون طاقتها النووية مكرسة للدمار فبنت مفاعل «دامونا» في صحراء النقب لإنتاج أكثر من ثلاثمائة رأس نووي موجهة نحو العواصم العربية. أمنية خلال الأسبوع الماضي تم الإعلان بحمد الله عن توفر عنصر اليورانيوم في المملكة بكميات كبيرة. وهذه نعمة كبيرة لما يحتوى هذا العنصر على طاقة هائلة يمكن استخدامها بحكمة. أتمنى أن يكون من مصادر المزيد من الرخاء للوطن... وأن يعطينا الله خيره... ويكفينا شره، وهو من وراء القصد.