أعاد مقتل جندي في وحدات النخبة في البحرية الأمريكية أمس الأول، (الثلاثاء) في العراق إلى الواجهة المخاطر المتزايدة التي تتعرض لها القوات الأمريكية مع اقترابها من خطوط الجبهة للتصدي لتنظيم داعش، بعد قرار إدارة أوباما تكثيف محاربة الإرهابيين. وينتشر حوالى 4آلاف عسكري أمريكي في العراق في إطار التحالف ضد تنظيم داعش وخلال عشرين شهرا قتل ثلاثة جنود وأصيب 14بجروح. وفي البداية اقتصر دورهم على تدريب الجنود العراقيين وتقديم النصح لكبار الضباط العراقيين. لكن منذ الخريف وبسبب التقدم المحدود الذي حققته القوات العراقية على الأرض، وافقت إدارة أوباما على أن تخرج قواتها أكثر من القواعد المحمية جدا للاقتراب من خطوط الجبهة. والمراحل الأخيرة في إطار هذا التطور، إعلان وزير الدفاع الأمريكي كارتر في 18 أبريل في بغداد، أنه أجيز للعسكريين الأمريكيين مساندة قادة الكتائب العراقية المنتشرة عموما على بعد بضعة كيلومترات من ساحة المعارك. وكذلك إعلان الرئيس أوباما في 25 أبريل بأن عدد القوات الخاصة الأمريكية في سورية سيرفع إلى 250 مقابل 50 حتى ذلك التاريخ. وفي يناير نشرت الولاياتالمتحدة أيضا في العراق 200 جندي من وحدات النخبة (نايفي سيلز) المتخصصة في مهمات مكافحة الإرهاب منها مهمة القبض على قادة تنظيم داعش أو تصفيتهم. وقال نيك هراس الخبير في مركز الأمن الأمريكي الجديد «حتى وإن كانت الولاياتالمتحدة لا ترغب في التورط بشكل كبير وتريد الحد من عدد قواتها على الأرض، يخدم جنودها في منطقة نزاع وبالتأكيد سيسقط قتلى». وأضاف أن إدارة أوباما «كانت حريصة جدا على عدم الانجرار في تصعيد عسكري» و«حتى الآن يبدو أن الرأي العام الأمريكي يتبع هذه الزيادة المدروسة والتدريجية وهذا يعني أن المواجهة أصبحت مفتوحة». والجندي الذي قتل في شمال العراق كان من وحدات النخبة في البحرية الأمريكية (نيفي سيلز) التي قامت بتصفية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قبل خمس سنوات. وبحسب المعلومات التي سربتها وزارة الدفاع الأمريكية كان الجندي في مهمة «لدعم وتقديم النصح» للقوات الكردية العراقية «على بعد ثلاثة إلى خمسة كيلومترات» وراء خط الجبهة. وقتل الجندي في هجوم لتنظيم داعش نفذه مقاتلون يستخدمون سيارات محشوة بالمتفجرات.