وأخيرا جاء الإنصاف وأتت العدالة لأصحاب الحق وقدمت لهم ما اجتهدوا عليه وبذلوا الغالي والنفيس من أجل تحقيقه، وتمكن النادي الأهلي بفضل الله ثم بالعمل الجاد والتركيز العالي والحضور الذهني والصافرة غير المحلية من الفوز ببطولة دوري جميل والتأهل لنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين بجدارة واستحقاق في لقاءين أشبه بكرنفال رياضي ومهرجان كروي استمتع من خلاله المتابعون والرياضيون بما سطره نجوم الملكي من فنون الكرة واستحقوا من خلال ما قدموه خلال الخمس سنوات الماضية أن يضيفوا لرونق الأهلي إضافة أخرى تعزز الملاءة التي تكتسي فخامة الأهلي لتعيد مجد قلعة الكؤوس التليد وفرقة الرعب المجيدة بعد أن أبعدته عن البطولات وخانته أقدام لاعبيه في الأمتار الأخيرة تارة وصافرات ظالمة في الأرماق القاتلة تارة أخرى وأشياء كان لفعل الفاعل أضلاع رئيسية ساهمت في هذا الابتعاد القسري. اليوم البطل المغوار والضلع الثابت في بطولات الموسم هو النادي الأهلي والبطولة الأقوى ذات «النفس الطويل» التي كانوا ينعتون بها بطلها لهذا الموسم هي من ألجمت من كان يتشدق ويهذري دون أن يعرف ما يدور خلف الكواليس والغرف المظلمة والأبواب المغلقة وبات في نظرهم الأهلي هو من سيتسيد بطولات الموسم والمواسم القادمة بعد أن بنى فريقا قويا ومتكاملا في كل مراكزه ويمتلك مدربا ذا نظرة ثاقبة وقادرا على قراءة الملعب بحكمة قلما نجدها إلا في عمالقة التدريب، تدعمه إدارة محنكة تمتلك «جيشا» من أعضاء الشرف والداعمين يجمعهم حب الأهلي ولديهم القدرة والاستطاعة على بذل الغالي لكل ما يحقق للأهلي الاستقرار والتفرغ للعمل الجاد وتحقيق تطلعات جماهيره وأنصاره الموسومين بالمجانين الذين لا يفتأون من ترديد وعبر الزمان سنمضي معا. وقبل كل هذا وذاك لا يمكن أن يتحقق منجز دون أن يذكر الرمز الأهلاوي الخالد الذي أفنى أكثر من 40 عاما من عمره عاشقا ومتيما وداعما ومساندا لمحبوبه النادي الملكي وقدم إنموذجا يحتذى به وعنوانا حقيقيا للعشق العذري الخالد. ونعود لبطولة الدوري التي بحثت عن الأهلي واشتاقت له بعد الغياب القسري من خلال المستوى المتنامي على مدى الخمس السنوات التي ظهر من خلالها منافسا على تحقيقها وكان قاب قوسين أو أدنى من تحقيقها لولا سوء التوفيق والحظ الذي لازم الفريق والتحكيم المحلي والأنظمة المتغيرة من قبل لجان اتحادنا الموقر، ولعل الاستعانة بالحكم الأجنبي هي من أبان الحقيقة الغائبة. وفي الختام وبعد هذه النجاحات المتتالية نتفق جميعا أن هذا هو زمن الملكي وعودة المارد الأخضر الذي سيكتسح البطولات خلال السنوات القادمة إذا اتفق الأهلاويون وحافظوا على مكتسباتهم التي كانت سببا في تقديم هذا العطاء وتحقيق المنجزات.