وجد تنظيم القاعدة الإرهابي نفسه خلال الأعوام الخمسة التي مضت منذ مقتل أسامة بن لادن، مضطرا للتأقلم مع غياب زعيمه وتمدد تنظيم داعش الذي بات يتصدر الجماعات الإرهابية في العالم. وفي حين اقتصر نشاط «القاعدة» خلال الأعوام الماضية على هجمات دولية محدودة في بعض أرجاء اليمن وسورية، حقق غريمه مكاسب ميدانية واسعة وتبنى هجمات دامية في دول عدة. إلا أن المحللين يرون أن القاعدة يخطط على المدى البعيد، وقد يتفوق في نهاية المطاف في ظل الحملة الدولية الواسعة ضد تنظيم داعش الإرهابي. وشكلت هجمات 11سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن المحطة الأبرز في مسار القاعدة، إلا أن التنظيم بدأ بالتراجع بعد قتل بن لادن على يد قوات أمريكية خصوصا في باكستان في الثاني من مايو 2011. ويزداد أفول نجم التنظيم مع الصعود التدريجي لتنظيم داعش الإرهابي وقيامه بأعمال إرهابية في عدد من الدول في العالم . ويقول الخبير الفرنسي في الإسلام المعاصر جان بيار فيليو «بروباغندا القاعدة باتت غير ظاهرة على مواقع التواصل الاجتماعي في مواجهة الآلة الدعائية الكاذبة التي أنشأها تنظيم داعش الإرهابي». وعلى رغم أن البغدادي تزعم الفرع العراقي لتنظيم القاعدة إلا أن الخلاف بين الطرفين بدأ منذ سعيه لدمج هذا الفرع مع الفرع السوري «جبهة النصرة» قبل أعوام. لكن زعيم النصرة الجولاني رفض الدمج، وأعلن مبايعته للظواهري مباشرة.