عاود المتظاهرون الغاضبون من أتباع التيار الصدري أمس الأحد، اقتحام المنطقة الخضراء المحصنة، وسط العاصمة بغداد. بعد يوم واحد من اقتحام مماثل للمنطقة المحصنة ومبنى مجلس النواب، إذ قاموا بضرب، وشتم نواب، ومحاصرة آخرين، وحطموا الأثاث والأجهزة الكهربائية الموجودة داخل المجلس قبل أن ينتقلوا بالاحتجاجات إلى ساحة الاحتفالات. واندلعت اشتباكات عنيفة في المنطقة الخضراء التي اقتحمها المتظاهرون للوصول إلى مقر رئاسة الوزراء ومبنى البرلمان وهددت القوى الأمنية بعد سقوط جرحى من عناصرها باستخدام العنف لتفريق المتظاهرين. وصدرت تعليمات أمنية مشددة لقوات مكافحة الإرهاب وقوة المغاوير الخاصة باعتقال أي متظاهر يقترب من مقري رئاسة الوزراء والبرلمان، بعد دعوة مقتدى الصدر لانتفاضة شعبية للمطالبة بإصلاحات، احتجاجا على رفع جلسته إلى الأسبوع القادم دون التصويت على استكمال التغيير الوزاري. وتزامن اقتحام الساحة الخضراء، مع اجتماع الرئاسات الثلاثة «الجمهورية، والوزراء، والبرلمان» مع قادة الكتل السياسية، والذي ناقش أحداث اقتحام مبنى مجلس النواب من قبل المتظاهرين، ومحاولات اقتحام مقر رئاسة الوزراء، وهو الاجتماع الذي تغيب عنه رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ورئيس ائتلاف «متحدون» أسامة النجيفي بينما لم يتمّ توجيه دعوة إلى ممثلي التيار الصدري. وعلمت «عكاظ» أن اجتماع الرئاسات حمّل مقتدى الصدر كامل المسؤولية عما يجري في المنطقة الخضراء، معتبرين أن تحريضه لاقتحام البرلمان ومقر رئاسة الوزراء يشكل خرقا لكل القوانين، مطالبين الأجهزة المختصة بملاحقة من قام بالاعتداء على النواب والممتلكات العامة في المنطقة الخضراء، بما فيهم قيادات التيار الصدري . ووجه رئيس الوزراء حيدر العبادي، وزير الداخلية محمد سالم الغبان، بملاحقة العناصر التي اعتدت على القوات الأمنية والمواطنين وأعضاء مجلس النواب بعد دخولها إلى المنطقة الخضراء وإحالتهم إلى القضاء. ميدانيا, وقع انفجار مزدوج بسيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان انفجرتا عند المدخل الجنوبي لمدينة السماوة، أوقعا 12 قتيلا وأكثر من 40 جريحا.