بعد مرور أكثر من عام على صرخات استغاثة أولياء أمور طالبات مجمع البنات في مركز حيد عبس بالمجاردة خوفا من سقوط المبنى وانهياره على رؤوس بناتهم (وفق ما نشرته «عكاظ» في 9/3/2015)، أخيرا قررت إدارة تعليم محايل عسير التي تتبع لها المدرسة إغلاقها ونقلها موقتا إلى مبنى آخر. لكن الغريب أن قرار إدارة التعليم لم يأت استجابة وتهدئة لتلك المخاوف أو حفاظا على حياة أكثر من 200 طالبة (تطبيقا لمبدأ الرجوع للحق فضيلة)، لكنه للأسف ارتبط بالخوف من المسؤولية في أعقاب انهيار مظلة مدرسة ثانوية الريش (الثلاثاء الماضي) التي تتبع للإدارة نفسها، خصوصا أن أصابع الاتهامات وجهت إلى الإدارة لأنها - حسب المصادر - أهملت صرخات مشابهة ولم تتجاوب مع خطابات تحذيرية مماثلة وجهتها إليها مديرة المدرسة منذ أكثر من عام. وأمس الأول كان قرار تعليم محايل عسير هذه المرة حاسما بالنسبة لمجمع عبس وفق جملة «عليكم إخلاء المبنى فوراً» التي وردت في خطاب عاجل من مدير التعليم هاشم الحياني إلى مكتب تعليم المجاردة، والمبني على خطاب مدير شؤون المباني بالإدارة، لأنه وفق نص القرار «فإن هناك تشققات (كراكس 45 درجة) في مبنى الابتدائية، التي توحي بالخطر هندسياً على مستخدميه»، لذا تقرر تحويل الدراسة موقتا لأقرب مدرسة مجاورة لحين تشكيل لجنة وزارية للوقوف على المبنى وإيجاد الحلول العاجلة. وعلمت «عكاظ» أن سر حسم الإغلاق جاء عقب زيارة مندوب هيئة مكافحة الفساد (نزاهة) في 3 رجب الجاري لمبنى المجمع المكون من ابتدائية ومتوسطة وثانوية، برفقة مدير شؤون المباني بإدارة التعليم، الذي رفع خطابا بمضمون الزيارة، وأبلغ الإدارة أن «نزاهة» كشفت التشققات التي توحي بالخطر هندسياً. داعيا إدارته إلى «نأمل منكم اتخاذ اللازم». وحسب مصادر «عكاظ» فإن أولياء أمور الطالبات وقائدة المدرسة سبق أن حذروا من تداعيات التشققات في المجمع التعليمي في حيد عبس، على رغم أنه مبنى حديث لم يمض على إنشائه أكثر من خمس سنوات، وطالبوا بإغلاق المبنى.