حوار الأمير محمد بن سلمان مع "بلومبورغ" وضع بين أيدي السعوديين الرؤية الاستشرافية للسعودية الجديدة. مائة عام على تأسيس هذه البلاد، كانت فيها الخطّة محكمة ضمن مناخات وتحدياتٍ مرّت. يذكّر الأمير أنه من جيلٍ آخر، حيث التحديات مختلفة. جيل شاب يطمح إلى أفقٍ حديث، تكون فيها السعودية ريادية في التحديث ضمن تراث حيوي غير معيق. ولي ولي العهد اعتبر أن "الرؤية المستقبلية للمملكة العربية السعودية"، ستشمل العديد من البرامج التنموية، والاقتصادية، والاجتماعية، وغيرها، مضيفاً أن أحد عناصر هذه "الرؤية" هو برنامج التحول الوطني. الفعل السعودي سبق القول، ثمة إجراءات استثنائية لسعودية ما بعد النفط، تمديد لمسائل الحريات، ضبط للواقع لتسهيل حركة المستثمرين، تجاوز التراكمات القديمة غير الملزمة نظاماً وشرعاً. إنها رحلة كبرى نحو الدولة الجديدة المبنيّة على أسس مائة عام مضت، وبذات الوقت سعي حثيث للاندماج والانسجام مع زمن ما بعد العولمة، وتفتت الحدود، وتصاعد التحديات الاقتصادية، وتغيّر قيمة الموارد. سيكون الاعتماد على النفط من الماضي، وسيرى المجتمع يوماً أن الكثير مما يكبّله، ليس له مستند نظامي ولا شرعي، وإنما هي تراكمات التاريخ وأغلال القناعات الجاهزة.