البدايات عادة تمنح الآخرين الانطباع الأولي عن شخصيتك وقدراتك على شق طريقك في الوصول لأهدافك وهي في الوقت ذاته تحكم القبضة على كفاءتك وإمكاناتك إن لم تعط الصورة كاملة عنك لدى الآخرين والمنافسين. والأهلي في السنوات الخمس الماضيات قدم نفسه منذ الوهلة الأولى أنه قادم وبقوة لعودة الأمجاد التي سلبت منه قسرا وسيستردها بقدراته ومجهوداته وبالاعتماد على إمكانات وقتالية أبنائه الأشاوس من حرث الملعب واللعب بشراسة لتحقيق المنجزات. وهاهو الملكي يتصدر ترتيب دوري جميل وبات قاب قوسين أو أدنى من الفوز ببطولة الدوري المستعصي عليه منذ أكثر من 30 عاما بفضل تغيير أنظمة ولوائح المسابقات وسيتجاوز كل هذه المعوقات للتتويج ولن يعيقه شيء بعد أن أوكل لقضاة الملاعب أن تكون كلمة الحكم الأجنبي هي الفيصل، وعليه نعيد ونكرر ونهمس في أذن كل الأهلاويين بألا يركنوا لكل هذه المسكنات والمؤثرات الخارجية التي يفتعلها من يدس السم في العسل لإخراج اللاعبين عن التركيز داخل الملعب وتكريس أنهم أبطال الدوري بعد أن «وسعوا» الفارق إلى ثلاث نقاط، وهذه وغيرها كلها حيل وخداع ما فتئ المنسدون من غرسها في نفوس اللاعبين حتى يشعروهم بأن الدوري أهلاوي وكل هذه الأساليب لم ولا ولن تنطلي على إدارة ومدرب ولاعبي وإعلام وجماهير الأهلي بعد أن بات الأمر قريبا من ملامسة الذهب متى ما كان الإصرار والعزيمة والتركيز الذهني والبدني والنفسي والمهني في أوجه داخل المستطيل، ونسيان كل أمور التخدير الإعلامي الذي استمرأه المنافسون في الآونة الأخيرة بغية التأثير وإبعاد الأهلاويين عن العمل والجهد المضني داخل الميدان وتحقيق الست نقاط التي تبدأ من مباراة اليوم أمام هجر، وهم أهل لها نظير الإمكانات التي يمتلكها نجوم الفريق والقدرات والحلول الفنية التي يتمتع بها لاعبو الفريق، وأن يدخل الفريق بعدته وعتاده محترما فريق هجر، وألا يتعالى على الكرة وأن يلعب بحذر وتوازن طيلة شوطي المباراة بغية الفوز وتحقيق الثلاث نقاط التي تقوده خطوة مهمة نحو تحقيق اللقب، ولنا في نجوم الملكي الثقة والإيمان بقدرتهم على تقديم مستوى يؤهلهم للفوز بنقاط المباراة ويعقبوه بالفوز في اللقاء الملتهب والناري الذي سيجمعهم بالمنافس على اللقب في جدة في الرابع والعشرين من الشهر الجاري الذي ينتظره المتابعون بشغف كونه سيحدد من هو بطل دوري جميل لهذا الموسم. فعلى الأهلاويين، ونحن ندرك أهمية هذا التوقيت، إبعاد اللاعبين عن أجواء الضغط والشحن النفسي الذي يغلف مثل هذه المباريات الحاسمة وعزلهم عن متابعة ما قد يؤثر على عطائهم في المباراتين القادمتين واحتواء اللاعبين وسط أجواء أسرية تساعدهم على أن يكونوا في كامل جاهزيتهم وتحضيرهم ذهنيا وإعدادهم بدنيا وتوظيفهم بما يتواءم ومعطيات المباراة وأن تكون الحيوية والانضباطية حاضرتين طوال التسعين دقيقة ليتحقق لكل جماهيرهم الحلم الكبير. ومضة: حياة يقودها عقلك أفضل بكثير من حياة يقودها كلام الناس!!