نشأت علاقة طردية بين الفنان السعودي ضياء عزيز ضياء وبين مرسمه الذي يصفه بالمكان الأحب إلى قلبه، يعود عشق ضياء لمرسمة لثقافة والديه منذ أن كان صغيرا عندما خصصا له مرسما خاصا يعج بالآلات الموسيقية وأدوات الرسم لتتكون شخصيته الفنية التي قدمت إسهامات للساحة التشكيلية السعودية بل كانت أهم ركائزه ودعائمه؛ كونه فنانا مخضرما استطاع أن يمثل المملكة في العديد من الفعاليات والمناسبات وأن يكون خير سفير للفن السعودي. ضياء الذي يقضي جل وقته في مرسمه وبين ألوانه تجده تارة بين فرش الرسم وتارة أخرى بين آلات الموسيقى ليبحر بعيدا بصفاء ذهن ورومانسية عرفت عنه واتضحت جليا في ألوانه على لوحاته، فنان استطاع أن ينهل من والديه ثقافة وأدبا ويخط له خطا تشكيليا، حيث اقترن بوحه السيكولوجي بثقافته واطلاعه على أكبر وأعرق المتاحف العالمية وتجوله بين مدن الفن العالمي وربما دراسته الأكاديمية في روما صقلت تلك الموهبة وجعلته يتبوأ مكانة مرموقه في المشهد التشكيلي السعودي. يقول ضياء عن مرسمه وعلاقته فيه: «أنا الآن أعيش في مرسمي، وقد فضلت العيش فيه منذ أكثر من 20 عاما، والسبب هو أني أجد فيه كل شيء أريده بسهولة، فيه سرير نومي وزاوية الرسم والنحت، حيث أستطيع أن أمارس هوايتي في أي وقت ليلا أو نهارا دون أن أزعج أحدا أو يزعجني أحد، وبه آلاتي الموسيقية، وبه زاوية التصوير الفوتوغرافي وبه أيضا مكتبتي، وكذلك ورشة كاملة أستطيع فيها أن أصلح ما يحتاج لتصليح، وبه نباتاتي الجميلة التي اعتني بها بنفسي، أنا أحب مرسمي فهو ملجئي، وهو صومعتي، منه أنتج الجمال وفيه أعيش هذا الجمال، فأتمنى أن تنتهي حياتي بين هذه الأشياء الجميلة التي أحب». ولد ضياء عزيز ضياء في مدينة القاهرة في 28 نوفمبر 1947، والده هو الأديب السعودي الكبير عزيز ضياء ووالدته هي الإذاعية السابقة أسماء زعزوع، كان لنشأته في أسرة مرتبطة بالثقافة والأدب دور في تعلقه بمختلف أنواع الفنون منذ سن مبكرة، فعشق الفن منذ طفولته متأثرا بوالدته التي كانت ترسم بالألوان الزيتية لوحات زخرفية لتزيين بيوت المخدات والمفارش المنتشرة في مواقع مختلفة من البيت، ومتأثرا بأبيه الأديب الذي شجعه معنويا ودفعه في طريق التذوق الفني في مختلف مجالاته، فتعلم العزف على آلة الكمان والعود وهو في الثامنة من العمر، وغنى للأطفال عددا من الأغاني التي كتبها والده وأذاعتها الإذاعة السعودية عبر برامج الأطفال.