تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس (الإثنين) خلال زيارته لجمهورية مصر العربية، شهادة الدكتوراه الفخرية الممنوحة له من جامعة القاهرة. وقال الملك سلمان في كلمة بهذه المناسبة: «إن قرار منحي شهادة الدكتوراه الفخرية من مجلس جامعتكم العريقة لهو محل اعتزازي وتقديري، وكما هو تكريم لي فهو تكريم لبلادي وللشعب السعودي». ونوه بدور جامعة القاهرة العريقة في إثراء الحركة العلمية والفكرية في العالمين العربي والإسلامي، مشددا «من المهم أن تواصل مؤسساتنا التعليمية والثقافية دورها في صنع الحضارة وبناء الإنسان، وأن نواصل دعمنا لهذه الصروح العلمية كجامعتكم الرائدة». وكان في استقبال خادم الحرمين الشريفين، لدى وصوله إلى جامعة القاهرة، رئيس الجامعة الدكتور جابر نصار، وكبار مسؤوليها. وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين مكانه في القاعة الكبرى للجامعة بدئ الحفل المعد بهذه المناسبة. وألقى الدكتور جابر نصار كلمة قال فيها: أقر الآباء المؤسسون لجامعة فؤاد الأول منذ بداياتها في السنوات الأولى للقرن العشرين منح الدكتوراه الفخرية لشخصيات تثري مجتمعها، وتقوده على درب الحضارة، تحدث التقدم لمواطنيها، وتذود عن أمتها وعزتها وكرامتها، وتسدي للجامعة جميلا لتمكينها من أداء دورها. وأضاف: في ضوء ذلك كله أجمع مجلس جامعة القاهرة على أن هذا وغيره إنما ينطبق على رجل عظيم من رجالات العرب يجلس على رأس قائمة من حماة ربوعها، المدافعين عن حقوقها، الدافعين إلى رخائها، الحارسين لمقدساتها، العاملين على تكريس سيادتها. وتابع الدكتور نصار يقول: إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يمثل ذلك، وهو حين يزور مصر فإنما ينزل في دياره وبين أهليه وذويه، ويؤكد العلاقة التاريخية والإستراتيجية والقومية والدينية بين بلدين عظيمين بيدهما معاً أن يقودا الأمة العربية ومن حولها العالم للخروج من أزمة مفصلية، والحفاظ على الأركان الفكرية للأمة مع فتح الأبواب لتطوير تنويري تباهي به أجيالنا الصاعدة وتنطلق وتنافس في عصر العلم والتكنولوجيا. ونوه رئيس جامعة القاهرة بما حققه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لأمته وشعبه الذي يقف دليلا على أنه قامة عربية وأممية رفيعة يسعد جامعة القاهرة أن تمنحها درجة الدكتوراه الفخرية. وقال الدكتور نصار في ختام كلمته «إن زيارتكم للقاهرة ليست كأي زيارة لملك أو رئيس دولة، ولكنها زيارة محب يذوب المصريون حبا وعشقا له، يدعون له بالتوفيق والسداد والنصر والانتصار، فأهلا بكم في مصر، ومرحبا بكم في جامعة القاهرة عزيزا، غاليا، مكرما وكريما، سلمت لنا ملكا يحمي الحمى ويذود عن البلاد والعباد كيد الكائدين ومكر الماكرين». بعد ذلك تلي قرار مجلس الجامعة بمنح خادم الحرمين الشريفين، درجة الدكتوراه الفخرية، ثم تسلم الملك سلمان شهادة الدكتوراه الفخرية بوصفه شخصية عالمية ونظير جهوده في خدمة الأمتين الإسلامية والعربية. كما تسلم هدية تذكارية عبارة عن قبة جامعة القاهرة من رئيس الجامعة، ثم وقع في السجل التذكاري للجامعة. عقب ذلك ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الكلمة التالية: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين الأستاذ الدكتور/ جابر جاد نصار رئيس جامعة القاهرة أصحاب المعالي والفضيلة أعضاء مجلس الجامعة وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس الحضور الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: يسعدني أن أكون بينكم اليوم في هذا الصرح العلمي الشامخ، في جامعة القاهرة العريقة، منارة مصر التي ساهمت في إثراء الحركة العلمية والفكرية، ليس في جمهورية مصر العربية وحدها، بل وفي العالمين العربي والإسلامي، واحتضنت بين جنباتها طلبة من مختلف أنحاء العالم من بينهم طلبة من المملكة العربية السعودية، وقدمت خلال عقود من الزمن قادة وعلماء ومفكرين شاركوا في تقدم دولهم. ومن المهم أن تواصل مؤسساتنا التعليمية والثقافية دورها في صنع الحضارة وبناء الإنسان، وأن نواصل دعمنا لهذه الصروح العلمية كجامعتكم الرائدة، ومنح أساتذتها الكبار ما يستحقونه من تقدير ومساندة. أيها الإخوة الأفاضل: إن قرار منحي شهادة الدكتوراه الفخرية من مجلس جامعتكم العريقة لهو محل اعتزازي وتقديري، وكما هو تكريم لي فهو تكريم لبلادي وللشعب السعودي. أكرر شكري لكم، وأدعو الله أن يوفق الجميع لما فيه الخير والسداد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ثم التقطت الصور التذكارية لخادم الحرمين الشريفين مع مجلس إدارة جامعة القاهرة. بعد ذلك غادر الملك سلمان مقر الجامعة مودعا بالحفاوة والترحيب. حضر الحفل رئيس وزراء جمهورية مصر العربية شريف إسماعيل، والأمراء والوزراء أعضاء الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين خلال زيارته لجمهورية مصر العربية.