لفتت الحركة السياسية للمملكة العربية السعودية أنظار المراقبين الدوليين والمحليين، فما يكاد يمر أسبوع حتى تجد وفدا أوروبيا أو أمريكيا زائرا للرياض، في المقابل تشهد الحركة السياسية السعودية باتجاه الخارج تصاعداً متزايداً في الآونة الأخيرة، الأمر الذي اعتبره مراقبون دلالة على أهمية السعودية على مسرح السياسة الدولية. وقال الكاتب يوسف الكويليت في استطلاع ل «عكاظ»، إن الغرب عموما يبني سياسته على أساس المصالح وهو يرى في التعامل مع المملكة العربية السعودية مصلحة له. وفي الآونة الأخيرة استخدمت السعودية القوة الناعمة بالنفط مع دول كانت تهددها أمنيا واقتصاديا. وكذلك استخدمت القوة الخشنة ضد الحوثيين في اليمن وكانت بالفعل كل القوتين نجحت. وأضاف: السعودية الآن تعمل على مبدأ التعاطي مع العالم ليس بالقوة، ولكن بمنطق (فرد نفسك) بأنك لست الجانب الضعيف دائما، أو أنك صاحب الاستسلام لأي قرار ينشأ دوليا وتحت مضلة قرارات واعتبارات وغيره. وهي استعملت تلك السياسة، وبعد نجاحها في الخطتين، بدأت الوفود الأجنبية تتوافد للمملكة لترى ما هي هذه القوة التي صدمتهم وفاجأتهم في الحالتين. من جهته، قال المستشار الإستراتيجي الدكتور شفيق الدويك إن المملكة العربية السعودية تعتبر أقوى مما تبدو عليه، ودورها العالمي لا يخفى على الدول الإقليمية، وذلك بسبب الأهمية الإستراتيجية لهذا البلد. وأضاف أن علاقات المملكة جيدة مع المحيط العربي والإسلامي، فهي تمتلك تحالفات عربية ودولية وصلت إلى حدود الباكستان وتركيا، وهذا ما يجعلها دولة مهمة وقادرة على المشاركة والمساهمة في الاستقرار الدولي. وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تسعى بعد هذا التقدم في السياسة السعودية إلى تنسيق المواقف الأمنية والدفاعية، وتأكيد عمق العلاقات السعودية الأمريكية الممتدة لعقود وذلك من خلال الزيارات المتتالية من قبل المسؤولين الأمريكيين وأعضاء الكونجرس الأبرز، ولهذا يعطي رجال الكونجرس عادة التطمينات برسوخ الثوابت وتفسير تغيير التكتيكات والخطب الإعلامية، وأما بالنسبة للاهتمام الأوروبي بالمملكة العربية السعودية فإنه يأتي في سياق تفاهمات لتنسيق المواقف وخصوصا فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب الذي اقترب من البوابات الأوروبية، والظفر مستقبلا ببعض عقود إعادة الإعمار السالف ذكره. من جهته، اعتبر مروان الفاعوري الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية أن الزيارات الأوروبية والأمريكية إلى السعودية في الآونة الأخيرة، تؤكد أن كل الملفات التي يجب أن تعالج لا بد أن تمر عبر الرياض، وأيضا أهمية التنسيق مع السعودية وأنه لا يجوز تجاوزها بأي حال من الأحوال. وأضاف أن الأهمية الاقتصادية للسعودية والمستقبلية تفرض على الإدارة الأمريكية أن تحترم الدور السعودي، كما أنها تشكل اعتذارا غير مباشر عن تصريحات أوباما التي مست السعودية واتهمتها بأنها مولدة للإرهاب.