مركز الملك سلمان للإغاثة ينظّم منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع فبراير المقبل    بلسمي تُطلق حقبة جديدة من الرعاية الصحية الذكية في الرياض    وزارة الداخلية تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    "مستشفى دلّه النخيل" يفوز بجائزة أفضل مركز للرعاية الصحية لأمراض القلب في السعودية 2024    وزارة الصحة توقّع مذكرات تفاهم مع "جلاكسو سميث كلاين" لتعزيز التعاون في الإمدادات الطبية والصحة العامة    أمانة جدة تضبط معمل مخبوزات وتصادر 1.9 طن من المواد الغذائية الفاسدة    نائب أمير مكة يفتتح غدًا الملتقى العلمي الأول "مآثر الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- وجهوده في الشؤون الدينية بالمسجد الحرام"    السعودية تستضيف الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب    المياه الوطنية: خصصنا دليلًا إرشاديًا لتوثيق العدادات في موقعنا الرسمي    ارتفاع أسعار النفط إلى 73.20 دولار للبرميل    وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    أوروبا تُلدغ من جحر أفاعيها !    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    الطفلة اعتزاز حفظها الله    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الملك سلمان.. عامٌ من «الحزم» وتعزيز الريادة السعودية إقليمياً وعالمياً
مفكرون ورجال سياسة وعلماء دين مصريون: أحدث طفرة سياسية واجتماعية

أكد مفكرون ورجال سياسة وعلماء دين أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز جدد ريادة المملكة على كافة المستويات، وكشف عن استراتيجيات حازمة في مواجهة القلاقل والتحديات، خلال عام واحد من حكمه.
وأشادوا في تصريحات خاصة ل(اليوم) بمواقفه الحاسمة، ورؤيته الثاقبة، وإدراكه الواعي لمضامين التغيرات الإقليمية والعالمية، والتعامل معها بما يعزز الريادة السعودية، داخلياً وخارجياً.. وأضافوا إن المملكة بقيادته نجحت في تصدر المشهد الفاعل والإيجابي في المنطقة، وخاصة فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب، وتأكيد العمق الاستراتيجي للمملكة في اليمن، عبر عاصفة الحزم ضد عناصر الحوثي الإرهابية هناك، وكذلك مواقفها الداعمة لتحقيق السلام والأمن بالمنطقة والعالم. وأضافوا إن عاما من قيادة خادم الحرمين الشريفين أبرز بوضوح الدور السعودي في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية كما يمثل دفعة قوية لاستمرار مسيرة التقدم والرخاء والازدهار في المجالات كافة.
البناء والتنمية
في البداية، أوضح الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية أن خادم الحرمين الشريفين يواصل مسيرة التنمية والتقدم، وأن منهجه كان واضحاً منذ توليه عرش المملكة وكانت كلماته واضحة منذ البداية للعالم كله وهي تتمحور حول التمسك بالشرع الحنيف واتباع سنة خير المرسلين.
وأشاد علام، بجهود المملكة في دعم القضايا العربية والإسلامية في كافة أنحاء المعمورة متمنيًا أن يعم الاستقرار والأمان والرخاء على المملكة وشعبها الشقيق، داعيا الله تعالى للمملكة بدوام الخير والأمن والأمان والاستقرار وأن يعم السلام أرض الحرمين الشريفين وسائر بلاد المسلمين وأن يحفظ الله المملكة وشعبها من كل سوء، وأن يوفق الله الملك سلمان في إكمال مسيرة آل سعود في البناء والتنمية في المملكة والمزيد من التوسعات في بيت الله الحرام لرفع المعاناة عن ضيوف الرحمن وتهيئة سبل الراحة لزوار بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة.
مكانة مهمة
من جهته، أعرب الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، عن امتنانه لمواقف خادم الحرمين الشريفين في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وأضاف إن المملكة تحتل مكانة مهمة في قلوب العرب والمسلمين وتعد رائدة على طريق الإسهامات والدعم المادي والمعنوي في المجالات كافة وهذا الطريق بدأ منذ أن توحدت المملكة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود، وواصل القادة والملوك والحكومات السعودية هذا الطريق الخيِّر ومهمة رفعة الإسلام والمسلمين وقد حققت المملكة نهضتها بفضل الله وعونه الذي أسبغ على المملكة كل خير.
خدمة الإسلام
وأشار الدكتور نصر فريد واصل -مفتي مصر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر- إلى أن ما تقوم به المملكة من أعمال عظيمة ليس جديداً أو غريباً على قادة المملكة وتاريخها الحافل بالمزيد من هذه الأعمال والمشاريع والخطط التي استهدفت خدمة الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم وتبرز المساهمات الكبيرة التي قدمتها المملكة العربية السعودية للعالمين العربي والإسلامي، مما كان له الأثر الملموس في الارتقاء والنهوض بالدعوة الإسلامية في جميع البلدان فضلاً عن تشييد وبناء المراكز والجمعيات الإسلامية التي تبلغ رسالة الدين الإسلامي الحنيف وتدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتؤكد قيم الحوار بين الأديان من خلال التسامح والقيم الإنسانية والحضارية النبيلة والثابتة.
تهنئة وتأكيد
من جانبه، قدم الدكتور عبدالحي عزب رئيس جامعة الأزهر السابق التهنئة لخادم الحرمين الشريفين وللشعب السعودي وحكومته وللأمتين الإسلامية والعربية بالتهنئة بمرور عام على تولى الملك سلمان مقاليد الحكم، داعياً الله عز وجل أن يديم الفرحة والتنمية والأمان والاستقرار لبلاد الحرمين الشريفين وسائر بلاد المسلمين وأن يعم الرخاء العالم، ومناسبة عظيمة تذكرنا بتاريخ المملكة في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، كما تمثل دفعة قوية لاستمرار مسيرة التقدم والرخاء والازدهار في المجالات كافة مشيداً بالدور السعودي في دعم القضايا العربية والإسلامية، مؤكداً أن مواقف المملكة بجانب أشقائها العرب مشرفة وتستحق الشكر والثناء.
التضامن الإسلامي
أما الدكتور أحمد عمر هاشم -رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر- فقد اعتبر أن خادم الحرمين الشريفين نموذج للقائد المثال، الذي لا يستطيع أحد تجاهل دوره وجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وأضاف إن مواقف المملكة لا تنسى ولا تمحى من الذاكرة ولا يمكن أن ينساها التاريخ وإنما تسجل بحروف من نور في صفحات التاريخ في هذه المناسبة بسعي المملكة لتحقيق التكافل الإسلامي الذي هو السبيل لاستعادة المسلمين لمكانتهم وعزتهم وأن التضامن الإسلامي الذي أولته القيادة الرشيدة منذ بداية تأسيس المملكة العربية السعودية يشمل مفاهيم عدة، لعل أهمها مفهوم الأمن الجماعي للدول الإسلامية والعمل على تسوية المنازعات بين تلك الدول بالطرق السلمية وتقديم المعونات الاقتصادية للدول والمجتمعات الإسلامية.
مسيرة واستحقاق
وبينما يرى الدكتور طارق شلبي أستاذ العلوم السياسية أن الملك سلمان بن عبدالعزيز قد استكمل الخطوات الرئيسية الكبرى لترتيب البيت الداخلي السعودي لتنطلق المملكة في عهدها الجديد ضمن سياسة متناغمة في الداخل والخارج تقوم على تعزيز المسيرة التنموية وتأكيد دورها القيادي على المستوى العربي وتكون مؤثرة على المستوى الدولي..
وقال الدكتور أيمن رمضان الزيني أستاذ القانون بكلية الحقوق جامعة بنها: إن تصدر الملك سلمان قائمة أقوى الشخصيات في العالم العربي لعام 2015، وفقاً لمجلة "فوربس" الأمريكية، لم يكن وليد الصدفة؛ لأنه أحدث طفرة هائلة سواء على الصعيدين السياسي والاجتماعي أو على الصعيد الدولي للمملكة. فبعد فترة قصيرة من توليه الحكم، أصبح يلقب بملك الحزم على خلفية قراراته الحازمة على صعيد السياسات الداخلية والخارجية. وعقب مرور شهور قليلة من توليه الحكم نجح الملك سلمان في إحداث طفرة هائلة على مستوى كل الأصعدة في المملكة حتى صارت توصف ب"سعودية جديدة"، أعاد خلالها تكوين بنية هرم السلطة (عبر تعيين اثنين من الجيل الثاني من نسل الملك عبدالعزيز مؤسس السعودية في هرم السلطة)، وأعادة هيكلة وتشكيل مفاصل الدولة، حيث اجرى تعديلا واسعا واستحدث مجلسين، ونجح في إعادة صياغة قواعد السياستين الداخلية والخارجية لبلاده، وأعاد التخطيط لمستقبل نظام الحكم في المملكة.
منحى آخر
في السياق، قال وزير الخارجية المصري السابق والبرلماني المصري، السفير محمد العرابي: إن المملكة بدأت تأخذ شكلاً آخر بالتحرك الداخلي والخارجي، بعد أن تولى الملك سلمان المسؤولية، معتبراً أن التحديات الضخمة التي واجهتها السعودية جعلت النظام الحاكم يكتسب خبرات ثقيلة في التعامل مع الأزمات.
وأشاد بالمجهود الضخم الذي قام به الملك سلمان، في إحياء دور المملكة التاريخي ونفوذها العربي، لافتاً إلى أن الظروف الإقليمية والدولية اختلفت كثيراً عن الفترة التي قضاها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز في الحكم، وخصوصاً في ظل وجود عدد كبير من التحديات الخارجية أهمها زيادة عدد المتربصين بالمملكة والراغبين في هدم الاستقرار داخلها.
إخماد فتنة
من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير جمال بيومي: إن فترة حكم الملك سلمان والتي أنهت عامها الأول كانت مزدهرة اقتصاديًا على الرغم من الحروب التي دخلتها المملكة، وكان هدفها إخماد فتنة طائفية في المنطقة العربية، مؤكداً أن السعودية تمتلك ثالث أكبر احتياطي نقدي في العالم حاليًا، ويشير ذلك إلى قوة ومتانة النظام الحاكم.. مؤكداً أن فترة حكم الملك سلمان سيذكرها التاريخ بأنها من أهم الفترات في تاريخ المملكة. وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن السعودية تقف ضد كيانات عالمية الآن وتتحداها وجها لوجه، وتتحكم في أسعار البترول العالمية، وهذا كل يدل على قدرة المملكة أن تصنع الفرق وأن تضع ميزان القوة في الكفة التي تُريد، مسقطًا الضوء على أن السعودية يمكنها أن ترهق روسيا وإيران بخفض أسعار البترول العالمية، ولا شك أن ذلك سيكون في مصلحة الولايات المتحدة.
تحولات بالغة
وفي نظر الدكتور محمد مجاهد الزيات الخبير الاستراتيجي المصري والرئيس السابق لمركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، فإن ثمة تحولات بالغة الأهمية وقعت منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قبل عام وهو ما أفضى الى رسم ملامح جديدة للمملكة وجعلها تقف في مصاف القوى الإقليمية المؤثرة فضلا عن توسيع دورها الدولي استنادا الى توافر مقومات عدة في الداخل أبرزها القيادة الديناميكية والتي تمتلك رؤية مستقبلية ولا ترهن نفسها للماضي أو للحاضر فحسب.
وأضاف: لقد نجحت المملكة خلال هذا العام في وقف التمدد الإيراني والذي كان تهديده لا يقف عند حدود السعودية فقط، وإنما كان يهدد الأمن القومي العربي في مجمله على نحو أجهض كل مشروعات طهران ومحاولاتها لضرب الاستقرار الإقليمي، ويلفت الزيات الى أنه كان للمملكة دور اتسم بالفعالية في محاصرة الدور الإيراني مما أثر بصورة أساسية على وضعية طهران التي كانت تتمثل في أنها اللاعب المنفرد المحيط بنظام بشار الأسد.
تحالفات مهمة
ويشير الزيات الى خطوة شديدة الأهمية تحققت خلال العام الأول من حكم خادم الحرمين الشريفين والتي تتمثل في بناء نوع من التحالف أو بالأحرى الشراكة الاستراتيجية والعسكرية مع مصر، والذي تجلى بشكل أكثر وضوحا وتحديدا في إعلان القاهرة خلال شهر نوفمبر الماضي ثم تشكيل مجلس التنسيق المصري السعودي، والذي عقد في غضون فترة زمنية قصيرة ثلاثة اجتماعات على مستويات رفيعة المستوى بين البلدين؛ ما يعكس أن هناك محورا إقليميا على مستوى المنطقة العربية آخذ في التبلور بصورة عملية سيكون من مهامه التعاطي مع قضايا المنطقة الاستراتيجية وتوفير بدائل مواجهة المخاطر المشتركة التي يمكن أن تترتب عنها على دول النظام الإقليمي العربي.
وأشار إلى أن المملكة خلال هذا العام لم تخل من مواجهة حملات شرسة تقف وراءها إيران والقوى المتحالفة في المنطقة العربية حول الموقف الداخلي فيها، بينما الصورة الحقيقية تؤكد أن ثمة منظومة عمل واضحة ومحددة يتحرك بمقتضاها النظام السياسي الذي يقوده خادم الحرمين بفعالية غير مسبوقة في تاريخها فضلا عن ذلك هناك أركان للنظام يجمع بينهم التوافق في المنظور الاستراتيجي لتكريس التحولات الداخلية التي أحدثها الملك سلمان معتمدا على مجموعة من الرموز الشبابية التي تتسم بالحيوية والتفكير الاستثنائي.
خيارات المواجهة
ولا تختلف رؤية الدكتور يسري العزباوي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عن رؤية الدكتور الزيات، واصفا ما جرى في المملكة خلال العام الأول من تولي خادم الحرمين الشريفين بأنه تخلى عن السياسة الناعمة الى السياسة الخشنة، وتبنى خيار المواجهة للمحافظة على أمنها الوطني فضلا عن الأمن القومي ومواجهة النفوذ الإيراني ولعل أبرز تجليات هذه السياسة تشكيل التحالف العربي بقيادتها لاستعادة الشرعية مكونا من عشر دول عربية، الأمر الذي شكل تحولا نوعيا في التعامل العربي مع التدخلات الخارجية والذي ارتكز على المبادأة وليس على انتظار عون خارجي مثلما حدث إبان غزو العراق للكويت وقد نجح التحالف في استعادة مساحات كبيرة من قبضة الحوثيين وقوات صالح والمدعومين من قبل إيران، مما شكل ضربة قوية للنفوذ الإيراني الذي تباهى كثير من كبار المسؤولين في طهران عقب سقوط صنعاء في سبتمبر من العام 2014، بأنهم باتوا يفرضون هيمنتهم على رابع عاصمة عربية بعد بغداد ودمشق وبيروت.
حضور دولي
ويقول العزباوي: إن هناك تحولا مهما جرى خلال هذا العام ولم يحظ بكبير اهتمام من قبل المحللين والمراقبين، ويتمثل في تبني سياسة تنويع مصادر السلاح ولم يعد الحصول عليه مقصورا على الولايات المتحدة وبعض دول الغرب، ولكن أصبحت روسيا واحدة من مزودي المملكة بالسلاح إثر سلسلة من الزيارات التي قام بها كبار المسؤولين السعوديين الى موسكو ويمثل ذلك توجها استراتيجيا يضفي على قرارات وسياسات المملكة المزيد من الاستقلالية، فضلا عن التوصل الى اتفاقيات متعددة مع روسيا في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية.
ويلفت الى أن المملكة خلال العام الفائت كرست حضورها الدولي، حيث أضحت رقما مهما في المعادلة الدولية وكما هو معروف فإنها عضو في مجموعة العشرين، وشارك خادم الحرمين الشريفين في اجتماعها الأخير بأنطاكيا بتركيا وكانت له مساهماته المهمة على صعيد القضايا التي طرحت خلالها وتحركت المملكة الى مجلس الأمن الدولي لاستصدار سلسلة من القرارات الداعمة لمواقفها سواء فيما يتعلق بالأزمة اليمنية أو فيما يتصل بأزمتها الأخيرة مع إيران، وهو ما يعكس صدقية هذه المواقف واتساقها مع محددات القانون الدولي وهو ما جعلها تحظى بهذا التأييد من قبل المجلس.
إصلاحات متعددة
ويشير الدكتور العزباوي الى حزمة الإصلاحات التي طبقها الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال عامه الأول في الحكم على مستويات عدة بدءاً من مؤسسة الحكم في المملكة، مروراً بإصلاحات هيكلية على المستوى الحكومي من أجل إعطاء جسم الدولة مرونة أكبر وقدرة على التكيف مع المتغيرات التي تسود العصر الحالي، وليكتسب هذا الجسم رشاقة تخفض من الحركة البيروقراطية المنهكة موضحا أنها المرة الأولى في تاريخ المملكة التي تشارك المرأة بشكل واضح في عملية انتخابية حتى لو كانت تتعلق بالمجالس البلدية لكنها تؤشر الى أنها تمثل بداية توجه نحو توسيع مشاركتها في العمل العام، وقد أسفرت الانتخابات التي أجريت العام الماضي عن فوز عشرين سيدة في هذه المجالس ما ينبئ عن تطور نوعي في النظرة الى المرأة سيكون له ما بعده في مراحل متقدمة.
كما أحدث الملك سلمان مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية التي أسهمت في تحصين الاقتصاد الوطني لمواجهة الانخفاضات الحادة في أسعار النفط ويجعلها تستمر في أداء التزاماتها تجاه التنمية وتلبية احتياجات مواطنيها بالداخل.
وعلى الرغم -كما يقول العزباوى- من حدوث عجز كبير في الموازنة الجديدة للمملكة إلا أن ذلك لن يؤثر على المسارات التنموية في البلاد، خاصة أن جملة من الإجراءات الرامية لتقليص تأثيرات هذا العجز.
مكافحة الإرهاب
وقالت الدكتورة هدى درويش عميدة معهد الدراسات الآسيوية بجامعة الزقازيق: أثبت الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خلال عامه الأول أنه رجل سياسي محنك من الطراز الأول، حيث نجح في إعادة تكوين بنية هرم السلطة، إلى جانب العديد من التعديلات والمستحدثات التي قام بها في أجهزة الدولة.
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب فقد تصدى للعديد من الحوادث الأمنية التي تعرضت لها السعودية خلال الفترة الماضية كما كان حازما صارما عندما أصدر أوامره ببدء (عاصفة الحزم) للحفاظ على الشرعية في اليمن.
أما على الصعيد الدولي، فقد أظهر الملك سلمان قدرة دبلوماسية فائقة للحفاظ على علاقات السعودية بكافة الدول مثل تركيا وأمريكا دون المساس أو التأثير على علاقة المملكة بمصر، وقد شهد العالم بموقف الملك الحازم في إدارة الأزمات والصراعات ويظهر ذلك من خلال مواجهته لإيران واحباط محاولاتها التدخل في الشأن السعودي.
الدور الإقليمي
وقال المستشار أسامة صابر رئيس جمعية ادارة الأزمات والتنمية والكاتب السياسي: إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان منذ توليه مقاليد الحكم قبل عام مضى قاد مسيرة ناجحة للوطن والشعب السعودي الشقيق عبر حزمة من القرارات واقامة المشاريع والابنية السكنية للشباب والمواطنين، والتي حققت الكثير من الانجازات على كافة الاصعدة داخل المملكة العربية السعودية، وبالرغم من التحديات والتهديدات التي تواجهها المنطقة بأسرها من صراعات لقوى تدفع لإقامة حرب مذهبية في المنطقة والتي تهدف لضرب الأمن القومي السعودي والعربي، ولا ننسى الدور الاقليمي والوطني في المساندة والوقوف بجانب الشعب المصري والثورة المصرية ودعمه المشروعات الخدمية والاستثمارية التي تنهض بمصر وشعبها وزيادة معدلات الاقتصاد المصري والتي ساهمت كثيرا في دعم مصر إقليميا ودوليا.
ثقة وقدرة
من جهته، أعرب الدكتور عبدالعزيز عبدالله رئيس منظمة الشعوب والبرلمانات العربية عن الثقة الكاملة في حكمة وقدرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على استكمال مسيرة التقدم والتنمية ومواصلة النهوض بالمملكة وخدمة أمتيه العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن الملك سلمان صاحب دور ناصع في خدمة العروبة والإسلام وتعزيز أواصر التعاون من أجل السلام والاستقرار بالمجتمع الإسلامي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.