جاءت زيارة وفد من الكونغرس الأمريكي إلى المملكة ولقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، قبيل الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما الشهر الجاري، لتعكس أهمية دور المملكة بالنسبة للمؤسسات السياسية الأمريكية، سواء الكونغرس أو البيت الأبيض. وقالت السفيرة الأمريكية السابقة لدى مجلس حقوق الإنسان في الأممالمتحدة إلينا دانهو في تصريح إلى «عكاظ» إن العلاقات المميزة بين الولاياتالمتحدة والسعودية تشمل عدة نواح سياسية واقتصادية وأمنية، ما يؤكد أهميتها وحيويتها لمصلحة البلدين. وأضافت أن الزيارة الأخيرة لوفد الكونغرس إلى السعودية حلقة في سلسلة التواصل، ضمن المنظومة المتحركة للعلاقات الثنائية على مدى ثمانية عقود من الزمن وحتى اليوم. وترى السفيرة دانهو أن منطقة الشرق الأوسط تعيش أوضاعا بالغة الصعوبة، وأن السعودية الشريك الإستراتيجي للولايات المتحدة في معالجة الكثير من ملفات هذه المنطقة، لذا فإن الكثير من أنظار الأمريكيين تتجه إلى السعودية في هذه الفترة الزمنية التي يسعى خلالها المجتمع الدولي للتوصل إلى حلول بشأن العديد من الأوضاع المتردية في منطقة الشرق الأوسط. وتضيف السفيرة الأمريكية أن الدخول في تفاصيل هذه الملفات ربما يحتاج إلى وقت طويل لعرضها بصورة منصفة، ولكن يكفي أن نقول إن ملفات إرهاب داعش، والوضع في كل من العراق وسورية وليبيا واليمن، هي كلها ملفات مفتوحة بقوة بين الولاياتالمتحدة وبين السعودية على أعلى المستويات والمؤسسات بين البلدين، والتواصل بشأنها أصبح ضرورة لا تصب في صالح الولاياتالمتحدة والسعودية فحسب، بل في كل أبعاد مستويات هذه الملفات. واختتمت بالقول إن الولاياتالمتحدة تتجه نحو انتخاب رئيس جديد لها، وهذه المرحلة بالنسبة لنا مرحلة مهمة وحساسة، لأنها ستكون بصدد رؤية أمريكية جديدة قد لا تختلف كثيرا عن سابقتها في الركائز الرئيسية لسياسة الولاياتالمتحدة تجاه المجتمع الدولي ودول العالم، ولكنها تتجه أيضا إلى تفاصيل جديدة قد تخلق رؤية لم تكن موجودة في الحسبان، ولذا فإن مستوى العلاقات الإستراتيجية بين الولاياتالمتحدة والسعودية على مدى العقود المتلاحقة بلا شك سيكون الركيزة الثابتة لمستقبل الإدارة الأمريكية القادمة.