أثار زواج فتى لم يبلغ ال 16 من العمر موجة من ردود الأفعال المؤيدة والمعارضة. المؤيدون اعتبروا الزيجة طبيعية ومتوافقة مع العادات والتقاليد المرعية طالما كان الزوج بالغا وقادرا على أداء مسؤولياته.. وليس هناك أي ضرر على الزواج في العمر المبكر بل ما حدث من الفتى واجب على الجميع لحفظ الشباب وحمايتهم من الملذات ومغريات الحياة. في المقابل، يرى آخرون أن الزواج المبكر في مثل هذا العمر يضر بالاثنين، فالمسؤوليات كبيرة أمام قلة التجربة، وليس في مقدورهما تحمل أعباء بناء أسرة وتربية أطفال إلى جانب الأعباء الاجتماعية والاقتصادية. زواج القيسي مثال محمد القيسي (16 عاما) الذي احتفى بزواجه من ابنة عمه (15 عاما) ترك صدى واسعا في كافة الأوساط، وعلق مصدر في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ل «عكاظ» قائلا: «إن نظام حماية الطفل قد تضمن ما يلزم، إذا كان هنالك زواج لا بد أن يكون بموافقة القاضي، مصلحة الأطفال في مثل هذا العمر عدم الزواج، وينبغي ألا يتم لأن الطفل والطفلة لا يستطيعان تحمل المسؤولية الأسرية، وهنالك أضرار صحية واقتصادية واجتماعية في مثل هذه الزيجات». «حقوق الإنسان» تتحفظ يضيف مصدر جمعية حقوق الإنسان أنه يفترض في زواج في مثل هذا العمر ألا يتم إلا بقرار من القاضي بعد الاطلاع على رأي الشؤون الاجتماعية، أما أن تتم الزيجات فقط بموافقة الآباء واجتهاد الأولياء ومن في حكمهم فإن ذلك يعد تعديا على حقوق الأطفال الذين قد لا يشعرون بضخامة المسؤولية وقد يصابون بالآثار السلبية إذا حدث طلاق نتيجة الزواج المبكر. وعلى الآباء أن يكونوا أحرص الناس على مصلحة أبنائهم، وفي مثل هذه الحالات لا بد أن يكون للقضاء كلمته هو الذي يقرر، ويستثنى من ذلك حالات محدودة مثل أن يكون الأطفال أيتاما ونحو ذلك فيكون جمعهم لتحقيق مصلحة اجتماعية. سهيلة زين العابدين تسأل المأذونين: كيف سمحتم؟ عضو لجنة الدراسات والاستشارات في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، الدكتورة سهيلة زين العابدين اعتبرت زيجة الصغار والصغيرات خطأ، فهم ما زالوا أطفالا ولن يتحملوا مسؤوليات بناء أسرة، كما أن سن الرشد هو 18 سنة. وأقل من هذا العمر يعتبر غير راشد. كما أن سن الزواج للفتاة هو 18 لتكون مكتملة صحيا لتحمل الحمل والإنجاب وكل هذه العوامل لا تتوفر فيمن هو دون 18 عاما. وتتساءل الدكتورة زين العابدين: كيف ستكون تربية من هو (هي) لأطفالهما إن كانا هما لم تكتمل تربيتهما؟ وتضيف: هذه أمور خطيرة وفي عصرنا يجب أن يكون الفتى قادرا على التعلم والعمل ولقد طالبنا منذ سنوات بتحديد سن أدنى للزواج. أما من يتحدثون عن الماضي فأقول لهم إن الفكر والنضج اختلفا في العصر الحالي، الآن لا يستطيع طفل بعمر 15 أن يتحمل المسؤولية. والسؤال هنا كيف يسمح المأذون لمن هم أقل من 16 عاما بإجراء عقد الزواج؟. اللحيدان : مستوحش غير مستنكر ! المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي للجمعية العالمية في الصحة النفسية لدول الخليج والشرق الأوسط الدكتور صالح اللحيدان يشير إلى أن القضاء نص على أن الصغيرة لا تتزوج من كبير، وفي ما يتعلق بهذا الزواج من حيث النظرة الشرعية لا بأس فهو في مرحلة البلوغ، لكن العرف هنا لايستنكر بل يستوحش مثل هذا الزواج، لأنه من النوادر. قديماً يزوجون في مثل هذه السن، ونعرف أن أهل جازان وأهل اليمن حتى اليوم يزوجون في مثل هذه الأعمار. هناك كراهة ولكنه غير محرم. أما من النظرة النفسية التحليلية فالزواج يعتمد على البيئة التي يعيش فيها الشاب، فإذا كان يعيش في بيئة متوازنة في جوانب السلوك والغرائز ولا يوجد بها تنافر فلا بأس، أما إن كان ضغطا من الوالدين فإن النتيجة ستكون عكسية. عضو الشورى يجيب بإغلاق الهاتف ! هاتفت الصحيفة نائب رئيس لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية في مجلس الشورى ثامر ناصر بن غشيان لسؤاله عن القضية ومعرفة اتجاهات المجلس في هذا الشأن فرد على المحرر قائلا: «آسف لن أرد عليك»، ثم أغلق هاتفه مباشرة دون أي نقاش!. القضاة يرفضون الرد «عكاظ» حاولت استقصاء آراء القضاة في زواج الصغير والصغيرة غير أنه تعذر ذلك، إذ رفض عدد منهم التصريح بحجة أن تعميماً وصل إليهم يمنعهم من إطلاق التصريحات الصحفية في وسائل الإعلام. والد العريس «القيسي» يرد على منتقديه عبر «عكاظ» : اسألوا أجدادكم ! رد علي القيسي والد العريس الصغير محمد بقوة على منتقديه وقال ل«عكاظ» إن والده تزوج في عمر 13 عاما، وتزوج هو وعمره 17 عاما، مؤكدا أن زواج نجله محمد لن يعيقه عن إكمال دراسته فضلا عن أن محمد قادر على تحمل واجباته الأسرية. واستشهد والد العريس بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال (من استطاع منكم الباءة فليتزوج). مطالبا جميع من خالفوه في هذا الزواج بسؤال آبائهم وأجدادهم الذين كانوا يتزوجون وهم أقل عمرا من ابنه. مشيرا إلى أن أفضل عمر للزواج ما بين 16 - 20 عاما. واختتم القيسي حديثه ل«عكاظ» داعيا الله تعالى أن يرزق نجله الذرية الصالحة.