لفت حوار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد مع وكالة «بلومبيرغ» الاقتصادية الأمريكية اهتمام وسائل الإعلام العالمية وكبرى المؤسسات الاقتصادية في العالم، التي تفاعلت تزامنا مع نشر الحوار وطرحت حوله عددا من التقارير والتحليلات الهامة، ومن بينها شبكة CNBC الأمريكية وصحف النيويورك تايمز وال «وول ستريت جورنال» وغيرهما، نظرا لأهمية ما طرحه سموه حول إستراتيجيات المملكة سياسيا واقتصاديا ورؤاه المستقبلية. ولا شك أن الحوار الأخير تخللته رسائل مهمة حول ملامح المستقبل الاقتصادي للمملكة، والمتجهة بقوة وفق إستراتيجيات خطة التحول الوطني 2020 لتكون قوة اقتصادية كبرى على مستوى العالم دون الاعتماد على النفط فقط، وبالتوجه نحو الاستثمارات المالية، وكل هذا جزء من برنامج وإستراتيجية ضخمة ومقننة لتطوير الاقتصاد الوطني على المدى الطويل، فبحسب ما ذكر في الحوار، فإن المملكة تخطط لجعل صندوق استثماراتها العامة يفوق تريليوني دولار، وأنها ستبيع قريبا قرابة 5% من أسهم شركة «أرامكو» التي تعد إحدى أضخم الشركات النفطية على مستوى العالم، وتحويل أسهمها إلى صندوق الاستثمارات العامة، وأن هناك هيكلة أجريت على صندوق الاستثمارات العامة خلال العام الماضي سيعلن عنها قريبا، وهذه العناوين هي جزء من ملامح مشروع وطني ضخم يحمل في طياته نقلة كبيرة لاقتصاد المملكة ويهدف إلى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة والتخلص تدريجيا من الاقتصاد الريعي المعتمد على الموارد النفطية وعوائدها الاستثمارية. وعلى الصعيد السياسي، يبدو جليا أن ما ذكره ولي ولي العهد من أخبار سارة حول اليمن، يؤكد الاقتراب من قطف ثمار «عاصفة الحزم» من خلال إعادة الشرعية والاستقرار إلى الشقيقة اليمن، ونجاح سياسات المملكة وإستراتيجيتها في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة. لقد سجل الأمير محمد بن سلمان حضورا لافتا في المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي أيضا، وأثبت من خلال الجهود الكبيرة التي يبذلها أنه أصبح وأمسى شخصية عالمية مؤثرة، وبروح مفعمة بالشباب، يذود بالدفاع عن وطنه بيمناه، ويحمل ملف التنمية والتحول الاقتصادي بيده الأخرى، ليحقق تحت لواء الوطن رؤية وإستراتيجيات سديدة نحو التنمية والاستقرار. عكاظ