لم تكن الأميرة هيفاء بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بالفنانة العادية، إذ تمتلك موهبة تهافت عليها الفنانون في معرضها الحالي «نقطة الانطلاق» بمدينة جدة الذي سيستمر حتى الخامس من أبريل الجاري. وكشفت في حوارها مع «عكاظ» أن مشوارها الفني انطلق في العام 2000، وأبانت أنها تستلهم الفن العالمي من خلال البيئة المحيطة في السعودية، وأشارت إلى علاقتها بالفنانين السعوديين، وكيف تشكلت هويتها الفنية في هذا الحوار: كيف كانت بدايتك مع الفن التشكيلي؟ بدايتي الفنية كانت بعد لقائي بالفنانة التشكيلية السعودية منى القصبي في صيف 2000، وعبرت لها عن حبي للفن ومدى إعجابي فيه، لكني لا أفقه فيه شيئا، فعرضت علينا أنا ومجموعة من الأصدقاء تدريسنا الفن. وحين بدأت في مزج الألوان عرفت في تلك اللحظة أنني قد وقعت في حب هذا الفن السامي. متى تنامت موهبتك في ممارسة الرسم الاحترافي وهل هذا معرضك الأول وكم عدد لوحاتك؟ بعد منى القصبي استمررت في الرسم ولكن كهاوية للفن فقط، وبعد زواجي فاجأني زوجي الأمير عبدالعزيز بن نواف بن عبدالعزيز بفنانة تشكيلية تدرسني الفن وهي «نيومي جرتسكي» من أستراليا، وعلى يدها تحول الفن لدي من هواية إلى احترافية، لكونها أرشدتني إلى مدارس الفن المختلفة. وهذا هو المعرض الفني الأول، ويضم 235 لوحة فنية من جميع مدارس الفن المختلفة التي تعبر عن مشواري الفني على مدى 16 عاما. درست الرسم في الولاياتالمتحدةالأمريكية ولكن ملامح رسمك محلية وإن تغذت بمدارس الرسم ومناهجه العالمية فكيف استطعت الجمع بين المدرستين؟ ولله الحمد أني خلقت في هذا العالم.. عالم التكنولوجيا الذي ساعدني أن أكون شغفي في الفن بالتحاقي بجامعة أكاديمية الفنون في سان فرانسيسكو للتعلم عن بعد وحصولي على شهادة البكالوريوس في الفن، وأنا حاليا طالبة ماجستير في الجامعة نفسها، ودائما وأبدا أبقى امرأة سعودية وهذا هو رمز هويتي الذي تظهر فيه كل أعمالي الفنية. هل لديك مشاريع معينة في هذا الاتجاه كإقامة معارض خارجية أو إقامة مدينة للفنون والرسم في المملكة بصورة شخصية أو بالتعاون مع إحدى الجامعات أو جمعية الثقافة والفنون أو غيرها من الداخل والخارج؟ نعم سيكون بإذن الله لدي معرض خارجي في نيويورك من 21 أبريل 2016 إلى 27 مايو 2016 في معرض استيلن هونج الشهير. حبي للفن لا يقتصر على أعمالي الفنية فقط فرغبتي في تبني فنانين آخرين لإظهار مواهبهم للمجتمع ومنحهم الفرصة. سأقوم بمشيئة الله بافتتاح معرضي الخاص الدائم في مدينة جدة، الذي يضم باقة من الفنانين السعوديين والعرب لمساعدتهم ودعمهم على التطور وتنمية مواهبهم وعرض أعمالهم داخليا وخارجيا من خلال برامج تطويرية. من كان له دور بارز في تشجيع توجهك نحو الرسم، وتحديدا ما هو دور الملك عبدالله في دعم مواهبك؟ ولله الحمد ربي أعطاني موهبة فنية، وهذه الموهبة لم تصل إلى هذا التطور لولا وجود أشخاص في حياتي كان لهم دور فعال في مساعدتي لبناء الشخصية والفنانة التشكيلية التي أصبحت عليها اليوم، ولا يخفى على الجميع الدور الكبير والفعال الذي قدمه والدي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يرحمه الله، في إبراز وتشجيع المرأة السعودية في كافة المجالات. والدي، يرحمه الله، غرس بداخلي حب العلم والمثابرة والشجاعة والطموح لتطوير أعمالي الفنية. معرضك «نقطة الانطلاق» سيكون ريعه عائدا إلى المؤسسة الخيرية للرعاية الصحية المنزلية بجدة، فما كان سبب اختيارك هذه المؤسسة الخيرية؟ نعم صحيح سيعود ريع المعرض للمؤسسة الخيرية للرعاية الصحية المنزلية بجدة، لأني أرى أن خدمة المجتمع الذي أعطاني الكثير من أنبل وأشرف الخدمات التي أستطيع أن أقدمها وهذا جزء بسيط أن أساهم بفني له، واخترت هذه المؤسسة لأنها تعمل لرفع مستوى الوعي الاجتماعي والصحي، كما تعمل على الاستجابة لصحة واحتياجات المريض الاجتماعية والنفسية داخل بيئته، إضافة إلى مساعدة الأسر على الفهم الصحيح للحالة الصحية لمرضاهم والتأقلم معهم. من يلفت نظرك أكثر من الرسامين العالميين أو المحليين وفي أي الجوانب.. الشكل أو المضمون أو المنهج؟ تلفتني المدرسة السريالية لأنها تمزج بين الواقع والخيال ويلفت نظري سيلفادور دالي، فريدا كالو، رنيه مارجريت. ماذا يعني بالنسبة لك بيكاسو وكذلك فان غوخ وفريدا كالو؟ كلهم فنانون مهمون في تاريخ الفن.. فبيكاسو ينتمي إلى المدرسة التكعيبية وأنا درستها لمجرد العلم بالشيء ولم أستهوها. فان غوخ من المدرسة الانطباعية وهي تلفتني لما فيها من حيوية في ضربة الفرشاة ومزج الألوان داخل اللوحة. فريدا كالو من المدرسة السريالية وهي المدرسة التي تعجبني جدا وأنا من عشاق هذا الفن لما فيه من مزج بين الخيال والواقع وصخب الألوان وقوة التعبير. ماذا تأخذين على التشكيليين في بلادنا وتتمنين معالجته وتغييره لإصلاح مسيرة هذا الفن وفقا لأحدث المدارس؟ ما زلت في بداية مشواري الفني ولا يحق لي أن أنقد أو أبدي رأيا في فنانين آخرين، لأن هذا المجال له متخصصون يطلق عليهم نقاد الفن وأنا لست ناقدة. من وجهة نظرك الفنية والأكاديمية أين يقف التشكيلي السعودي من العالمية؟ ولله الحمد توجد لدينا مواهب كثيرة، بعضهم تمكن من الصعود للعالمية والآخر بإذن الله سيصل، ولا يخفى على العالم أجمع أن المملكة العربية السعودية تمتلك مواهب فنية كبيرة وأتمنى في يوم من الأيام أن أصبح منهم.