اتهمت فتاة، ادعت تعرضها إلى عنف وإيذاء بدني من والدها، مركز البلاغات الذي أطلقه وزير الشؤون الاجتماعية بتجاهل شكواها وعدم التجاوب الجاد مع قضيتها. موضحة أن موظفة في مركز بلاغات التعرض للعنف والإيذاء (1919) ردت على بلاغها بالقول: «حنا ما نحدد وقت معين للتواصل ويمكن يكلمونك من مركز الحماية بمكة خلال هذا الأسبوع، ولا أعدك بشيء، إذا صار لك شيء تواصلي مع الشرطة!». وأوضحت (ن) البالغة من العمر 20 عاما ل «عكاظ» أنها تحتفظ بتسجيل صوتي لرد المركز حول استفسارها عن بلاغ تقدمت به قبل نحو أسبوعين بعد تعرضها إلى ضرب مبرح من والدها - طبقا لأقوالها. مشيرة إلى أن شكواها لم تكن الأولى، إذ تقدمت والدتها ببلاغات مماثلة قبل نحو عامين إلى مركز الحماية الاجتماعية في مكةالمكرمة ولم تجد تجاوبا حتى اللحظة. سحر وشعوذة والدة المعنفة تحدثت ل«عكاظ» أمس، وشرحت تفاصيل الوقائع، وأفادت بأنها انفصلت عن زوجها الذي احتفظ بحضانة طفل وطفلة ثمرة زواجهما ليعيشا مع والدهما وزوجته الجديدة، وتعرض الطفلان - كما تقول الأم - إلى ألوان من التعذيب البدني واللفظي. ونالت الطفلة النصيب الأكبر من التعذيب وهي في الصف الرابع الابتدائي ومنعها والدها من مواصلة دراستها في المرحلة المتوسطة انتقاما من أمها وبحجة أنها - أي الطفلة - تعاون والدتها في أعمال السحر والشعوذة للإضرار به وزوجته، فتعرضت للضرب أكثر من مرة. وتضيف الأم أنها تقدمت ببلاغ إلى مركز الشرطة الذي رفض قبول الشكوى بدعوى أن صاحبة البلاغ لا تسكن مع المعنفة ويفضل أن تتولى الفتاة تقديم البلاغ بنفسها. وأضافت أن ابنتها تعرضت للضرب من والدها قبل أسبوعين فاضطرت إلى الاتصال بالدوريات الأمنية التي أحالت أمرها إلى شرطة الشرائع التي طلبت تقريرا طبيا عن حالة المعنفة، فخضعت إلى الفحص الطبي في مستشفى الملك فيصل وتم إرسال التقرير إلى الجهة المعنية مع نسخة إلى مركز الحماية الأسرية. وواصلت الأم حديثها ل«عكاظ» وأضافت أن طليقها وأحد أبنائه من زوجته الأولى حضرا إلى منزلها يوم الأحد الماضي بغرض اصطحاب الفتاة وإجبارها على سحب شكواها من الشرطة، وحين فشلت محاولتهما سارع الابن بإطلاق أعيرة نارية في الهواء لتخويفهما، وفي تلك الأثناء ظل والد الفتاة يصرخ بأعلى صوته مطالبا ابنته بمغادرة المنزل، فاضطرت الى استدعاء الدوريات الأمنية وتقديم بلاغ إلى مركز الإيذاء الذي وعد بالتواصل معها ثم تجاهلوا محاولاتها بالحصول على رد. صمت ونفي «عكاظ» حاولت الاستفسار عن الحالة عبر مسؤول فرع الشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة عبدالله آل طاوي، ولم تفلح المحاولات، غير أن مصدرا في «حماية مكةالمكرمة» أفاد بتلقي المركز بلاغا من خط المساندة الأربعاء الماضي وتم استدعاء المعنفة والاستماع إلى إفادتها. وزاد المصدر أنه تم إرسال خطاب إلى مستشفى الملك فيصل لمعرفة تفاصيل الاعتداء، كما حاول مركز الحماية التواصل مع الأب المتهم بالتعنيف، غير أنه فضل عدم الرد على الاتصالات. وبحسب المصدر فإن الأب المتهم سيمنح فرصة أخرى للرد على الاتهامات وفي حال عدم التجاوب يتم جلبه بالقوة الجبرية بواسطة الشرطة. وفي الوقت نفسه أوضح المتحدث باسم صحة مكةالمكرمة عبدالوهاب شلبي أن مستشفى الملك فيصل استقبل الحالة واستكمل جميع الإجراءات النظامية وأرسل التقرير الطبي إلى الحماية الاجتماعية. وفي المقابل نفت المعنفة (ن) استدعاءها في مركز الحماية بمكةالمكرمة. مشيرة إلى أن قسم الخدمة الاجتماعية في المستشفى هو من تولى متابعة حالتها.