يبدو أن الدماء التي تنزف بغزارة على طرق محافظة بللسمر التابعة لمنطقة عسير، ليست كافية لتأسيس مركز للهلال الأحمر يباشر الحوادث ويضمد جراح المصابين، وينقل جثث الموتى، التي يتطوع الأهالي لنقلها إلى المستشفيات. وعلى الرغم من مطالب أهالي بللسمر لمدير الهلال الأحمر في عسير طارق بن إبراهيم أبومسمار، بافتتاح مركز في محافظتهم، يسعف المصابين على الطرق، إلا أن تلك المطالب لم تجد أي اهتمام، فاستمرت الدماء تنزف بغزارة والضحايا يتساقطون واحدا تلو الآخر. ووجود مركز للهلال الأحمر مهم في أي منطقة، خصوصا أن العشوائية في النقل ومن قبل غير مختصين في الإسعافات الأولية تفاقم آلام المصابين، فكثير منهم انضم إلى عداد المعاقين نتيجة النقل الخاطئ، وهناك من يضطر لنقل الجرحى بسياراتهم الخاصة المكشوفة وبطرق بدائية ربما لا تلبي الغرض، لكنهم مضطرون للتعامل السريع، في ظل كثرة الحوادث المرورية من ناحية، وغياب مركز للهلال الأحمر في المدينة من ناحية أخرى. وينظر أهالي بللسمر إلى غياب الإسعاف عن مدينتهم بحسرة، خصوصا في ظل التوسع في الهلال الأحمر الذي امتدت مراكزه إلى الكثير من القرى والمراكز النائية، بينما محافظتهم تنزف، والإنقاذ بجهود ذاتية تضاعف الآلام، ولا تضمد الجراح. ونستغرب حرمان بللسمر من مركز للهلال الأحمر، على الرغم من إستراتيجية موقعها، فهي على طريق سياحي، ويرتادها كثير من المصطافين ويعبر منها المعتمرون والحجاج. وليس من المعقول أن يظل المصاب في بللسمر ينزف ويصارع الألم لأكثر من ساعة ريثما يصل «الإسعاف» من تنومة أو بللحمر، ويوجه أهالي بللسمر سؤالا لأبو مسمار مفاده، إلى متى سيظل الجرح ينزف في بللسمر، ويتطوع الأهالي لنقل المصابين وجثث الموتى بعشوائية في ظل غياب مركز * محرر عكاظ في بللسمر