توغلت «عكاظ» في خفايا إشكالات مستشفيات مكةالمكرمة وملفاتها الشائكة التي يعاني منها المراجعون والمرضى والأطباء على حدء سواء، ولم يكن تكدس المرضى في أقسام الطوارئ هو الإشكال الوحيد، فتعددت الخروقات والعثرات بدءا من استطالة المواعيد وقلة الأسرة، والأخطاء وخلافها، وهو الأمر الذي دعا مواطنين في مكةالمكرمة إلى تقديم مقترح بتشغيل مستشفيات المشاعر لاستيعاب المرضى وتخفيف ضغوطات المستشفيات العاملة. اقتسام الأوجاع جالت «عكاظ» في مستشفى النساء والأطفال وتلمست نبض المراجعين والمرضى ممن وزعوا أوجاعهم بين المرض وخروقات المستشفى، فالأسرة شحيحة، وأمامهم وقت طويل للحصول على الشواغر، وانتظار الكشف ومقابلة الطبيب، واستهلاك وقت كثيف في الطوارئ المكدسة بالبشر بسبب قلة عدد الأطباء والممرضين والممرضات في كل الأقسام بلا استثناء. المراجعون عزوا ارتفاع وفيات الأطفال والنساء في المستشفى إلى جملة من الأسباب لخصها المراجعون في ما سبق. وفي المقابل يشير مدير المستشفى الدكتور أنس عبدالحميد سدايو أن سبب تكدس المرضى وتأخر الكشف على بعض الحالات الطارئة يعود إلى ازدياد كثيف في إعداد المرضى مع نقص الكوادر الطبية العاملة في قسم الطوارئ والمستشفى عموما. مشيرا إلى أن طوارئ مستشفى الولادة يستقبل يوميا بين 700-800 حالة ويزداد العدد في الإجازات والعطلات والمواسم. وللأسف - كما يقول الدكتور سدايو - أن 80% من تلك الحالات لا تصنف ضمن طوارئ، ويتم تحويل الحالات الحرجة إلى مستشفيات جدة أو مستشفيات القطاع الخاص بمكة. ويعود المدير ليسلط الضوء على مميزات المستشفى ويضيف أنه يخدم العاصمة المقدسة وفيه تخصصات نادرة مثل جراحة القلب التي لا تتوفر في أي مستشفى آخر بالمنطقة الغربية. مبررا التكدس برغبة المرضى وذويهم في تلقي العلاج في المستشفى ما شكل عليهم عبئا إضافيا. وفي مثل هذه الحالات نضطر إلى إضافة أسرة جديدة واستدعاء كوادر تمريضية لمساندة الفريق في المستشفى لإنقاذ الحالات الطارئة. مؤكدا سلاسة الكشف على المرضى في الوقت المحدد برغم ارتفاع عددهم. احتواء الكوادر الفنية وعن معالجة نقص القابلات والكوادر الفنية والطبية والإدارية في المستشفى، أوضح سدايو أن وزارة الصحة تسعى لاستقطاب الكوادر ذات المؤهلات العالية المتخصصة، ويتم ذلك من خلال برامج التشغيل الذاتي وحسب المتوفر من الوظائف، مبينا أن وظائف الفنيين تتم عن طريق ديوان الخدمة المدنية، واعتمد وزير الصحة تعيين 27 ممرضة تحت مسمى «فنية» لتغطية حاجة المستشفى؛ لتوفير التمريض الكافي والمستشفى يحرص على استقطاب الخريجات المؤهلات، كما أن هناك تنسيقا بين الصحة الخدمة المدنية لاحتواء وإعادة تأهيل الكودار الفنية وتعيينهم لتغطية حاجة المستشفى. وفي إجابة على سؤال «عكاظ» حول المشاريع التي لم تنجز حتى الآن مثل مبنى العيادات المخفف للضغط والزحام، أوضح سدايو أن المبنى من أولويات المستشفى وأدرج ضمن المشاريع العاجلة وتم اعتماده وجار اعتماد التنفيذ. أما مركز الحماية الأسرية فهي فكرة رائدة في المستشفى وعدد العاملين تناسب مع عدد مراجعي المركز.