محمد علي البريدي اسم لمع في صحافتنا السعودية، ونال حظا من الاهتمام من قبل القراء والمتابعين، كان يداوي علل المجتمع بسخرية رشيقة قلّ أن نجد لها مثيلا. كتب لصحيفة الوطن السعودية عام 2010، وتناول الشأن العام والدولي بطريقة رشيقة جدا كان ينبذ الظلام عبر زاويته ويحيي في الأجيال القادمة حب المعرفة قال -رحمه الله- عبر معرفه في تويتر «لا بد أن يخرج النور من داخلك .. النور لا يستجلب ولا يشترى، بل ينبعث من الداخل». أصدر كتابه رسائل من جهنم عام 2010، عن دار طوى للنشر كتب على غلافه - رحمه الله - «إذا كنت تعتقد أن ثقافة المستبد العادل هي المهيمنة في العالم العربي فعليك أن تتصالح مع هذا المستبد، لا تتعب نفسك في المطالبة برحيله، فلن يأتيك لون جديد»، وكأنه تنبأ -رحمه الله- بخريف العالم العربي الذي اشتعل سنة إصداره لكتابه، قرأ الواقع كما هو الآن قبل أن يبدأ، عرف الطريق الأقصر للأمان ونادى به «لا تتعب نفسك في المطالبة برحيله» ناضل البريدي بقلمه عن الثورة السورية في مواضع عدة قال -رحمه الله- عبر معرفه في تويتر « في سوريا .. حفنة براميل طائفية يسقطون على الأطفال براميل متفجرة». وألف كتابه الثاني (أسماء على ورق الورد) وتناول فيه نصوصا قرأ من خلالها واقع المجتمع العربي عموما وبلاده خاصة، وخص بالقراءة بعضا من أبناء رجال ألمع دعما لهم، ثم انتقل إلى الكتابة في صحيفة الشرق السعودية عام 2012، عبر مقال عنونه ب(سيرة حب) وهي المقالة التي كتب فيها بعضا من سيرته بسخرية جميلة. مما كتبه عن قراءاته أن أول كتاب قرأه هو (كليلة ودمنه) ويستمر ساخرا: «وكلما مر الوقت ازددت قناعة بأننا لا نزال نعيش عصر حيواناتها، الفرق أن أسد الغابة في ذلك الوقت لم يكن غبيا كأسد الشام»، كان يبحث عن ذاته ومشروعه في «أدغال كتابية خرج منها العطر، وعلى أناملها وقعت زخات المطر الأولى، ولها أحصنة بيضاء وتجيد الرقص على رموش الهوى»، ثبت تغريدة على حسابه في تويتر «لا يوجد لحاف يغطي كامل الجسد، يوجد نفوس سامية تتأقلم مع ظروف اللحاف!»، كان عضوا نشطا في لجنة ألمع الثقافية، فقد قدم كتابا وأدباء عبر ذلك المنبر، ما زاد من وهج اللجنة، كتب في إحدى مقالاته: « أكتب لكم من محافظة رجال ألمع، مكان الميلاد، وكذلك الممات بإذن الله»، وانتقل إلى رحمة الله أمس الأول في أبها إثر معاناته مع مرض، وشيعته جموع غفيرة.