استوقفت نسخة الملك فيصل من مخطوطة "كليلة ودمنة" التي ألفها ورواها الأديب العباسي عبدالله بن المقفع قبل قرون زوار معرض "الفيصل .. شاهد وشهيد"، إذ تعد المخطوطة النادرة التي اقتناها الملك فيصل -رحمه الله- ثاني نسخة بعد النسخة المعروضة في المكتبة الوطنية في باريس التي تعود لعام 1230 وتحوي 146 ورقة.وبجانب مخطوطة كليلة ودمنة هناك مخطوطة أخرى من مقتنياته تحمل عنوان "حل المواضع المغلقة من وقاية الرواية في مسائل الهداية". أحد المشرفين على المعرض المهندس رفعت غريب الذي يتحدث للزوار عن المخطوطات قال ل"الوطن": مخطوطة كتاب "كليلة ودمنة" التي يعود تاريخها للقرن السابع الهجري تُعد نسخة نفيسة بخط نسخي متقن هو محمد بن علي بن سالم بن أحمد الحنفي، وتحوي المخطوطة 156 ورقة، وقد انتهى منها في 26 من شهر صفر سنة 747 هجرية، وفيها 96 منمنمة متقنة، تعبر عن نمط المدرسة المملوكية في التصوير، وعلى بعض حواشي النسخة شروح مهمة، وتعد هذه النسخة الفريدة ثاني أقدم نسخة من النسخ المرئية والمزينة بالرسوم والصور، وذكر أن متوسط أسطر كل صفحة يحوي 15 سطرا، وقد لاقت إقبالا واستحسانا من زوار المعرض. وقال إن المعرض يعرض عددا من المخطوطات النفيسة للمصاحف الشريفة التي كتبت في تلك الفترة وكتب التراث ومنها كتاب "كليلة ودمنة". يُذكر أن أبرز المهتمين بالمخطوطات الإسلامية الدكتور يحيى محمود جنيد وصف نسخة "كليلة ودمنة" الخاصة بالملك فيصل بأنها من نفائس المخطوطات المنمنمة عالميا، حيث استخدمت الألوان في المخطوطة ببراعة وكل لوحة تعبر عن الحكاية الموجودة بها، وعدت نسخة الملك فيصل الأكثر براعة في تصوير الحدث والتي يحتفظ بها الملك فيصل في مكتبته، إضافة إلى أنها الأكثر أقدمية في المركز في الوقت الحالي، وهي تُظهر ما كان عليه الملك فيصل من معرفة واسعة بالتراث العربي الإسلامي وامتلاكه ذوقا رفيعا وتقديرا للفن الإسلامي.