تحبس القوى المتصارعة على الأرض في سورية أنفاسها ليل اليوم، إذ تبدأ الهدنة فجر الغد لتنفيذ وقف إطلاق النار ليلتقط كل من المتقاتلين من خلاله أنفاسه، وسط تأمل أن يكون هذا الوقف مستمرا، فيما يستعد اليوم المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لإطلاق المفاوضات السياسية بين وفدي المعارضة والنظام. وفي أول محاولة لنسف الهدنة، قال النظام السوري إن مدينة داريا القريبة من العاصمة دمشق لا تنطبق عليها شروط الهدنة، زاعما أن فصيلا من جبهة النصرة يقاتل داخل مدينة داريا، الأمر الذي نفته قيادات الجيش الحر، مؤكدة أن المدينة خالية من أي من التنظيمات الإرهابية. من جهتها، قالت روسيا إن عملية وقف إطلاق النار في سورية مستمرة رغم ما وصفته بمحاولات من بعض المسؤولين الأمريكيين لإفسادها. بينما جددت القول إن الطائرات الحربية الروسية ستواصل ضرب من وصفتهم بالجماعات الإرهابية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي «بعض المسؤولين الأمريكيين» يحاولون «تخريب» خطة وقف إطلاق النار، من خلال ما لوح به المسؤولون الأمريكيون من أن هناك الخطة (ب) في حال فشلت مساعي الهدنة الحالية. وفي غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن مسؤولين أمريكيين وروسا سيجتمعون قريبا لتشكيل لجنة لمراقبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في سورية. إلى ذلك أكد نائب رئيس الإئتلاف الوطني السوري الدكتور هشام مروة ل«عكاظ» أن الهدنة ليست بحاجة لشروط من أجل إنجاحها بقدر ما هي بحاجة للبيئة اللازمة وهذه البيئة تحتاج للجدية من قبل الروس والنظام السوري،خاصة في المناطق التي أشار إليها النظام أنها ما تزال تحتضن داعش وجبهة النصرة، فلا يمكن بسبب وجود عشرة إرهابيين في منطقة ما إن يتعرض مئات الآلاف من سكانها الآمنين والمدنيين للقصف والتهجير مجدداً.