حسنا فعلت المملكة العربية السعودية بإيقاف المساعدات المقررة من المملكة لتسليح الجيش اللبناني عن طريق فرنسا، والتي كان قدرها ثلاثة مليارات دولار أمريكي. وكذلك إيقاف ما تبقى من مساعدة المملكة المقررة بمليار دولار أمريكي المخصصة لقوى الأمن الداخلي اللبناني. لم يأت هذا القرار من فراغ على الإطلاق، ذلك أن المراجعة السعودية وكشف الحساب طوال السنوات الماضية بحق سياسة لبنان أفضيا إلى هذه النتيجة، ذلك أن حزب الله والتابعين لإيران المدفوعين نحو سياسة التأزيم لم يتركوا للمملكة إلا خيار وقف هذه المساعدات. فلم يعد ممكنا الاستمرار مع لبنان في ظل ممارساته المستفزة في سياسته الخارجية التي تقوض مفهوم الأمن العربي المشترك، ولم يعد ممكنا القبول بأن يكون لبنان رهينة لقوى إقليمية لا تريد خيرا بالمملكة ولا الدول العربية. ومن هنا كان لا بد من موقف حازم وحاسم يضع الأمور في سياقها الحقيقي، إذ ولى زمن المجاملات السياسية والهبات المفتوحة «مجانا». لا نقول ذلك في سياق الاصطفافات «المدفوعة» ولكننا نقول ذلك لأن لبنان لا يجب أن يكون في الضفة الأخرى من قضايا العرب ويقف في كل مرة مدافعا عن الشيطان الإيراني. ومع ذلك، فإن المملكة مستمرة في وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق بكافة طوائفه، ولن تتخلى عنه وستستمر في مؤازرته، ذلك أن ما يصدر من لبنان اليوم في هذه الفترة بالتحديد ناجم عن اختطاف الدولة اللبنانية إلى مكان آخر بعيدا عن البيت العربي.