يصوغ الإيرانيون مستقبل بلادهم لفترة لا تقل عن عشر سنوات عندما يتنافس المرشحون المتشددون والمعتدلون التي تعقد في 26 فبراير الجاري في انتخابات لاختيار أعضاء البرلمان والهيئة التي ستتولى اختيار الزعيم الأعلى القادم لإيران . ويأمل حلفاء الرئيس روحاني الذي دعم موقفه الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية أن يكتسبوا نفوذا غير أن المهمة الملقاة على عاتقهم صعبة بسبب تحركات المتشددين لقطع الطريق على المرشحين المعتدلين وعدم تحقق ما وعد به روحاني نفسه من إصلاحات. وقد أدى الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه العام الماضي إلى رفع عقوبات دولية معوقة كانت مفروضة على إيران، لكن إمكانية الانفتاح على العالم وكذلك تزايد شعبية روحاني أزعج المتشددين من أنصار الزعيم الإيراني علي خامنئي وصعد الخلافات السياسية داخل هياكل السلطة المعقدة في إيران. وقد شطب مجلس صيانة الدستور الذي يسيطر عليه المتشددون ويتولى فحص المرشحين والقوانين، الآلاف ممن تقدموا بطلبات الترشح وكان أغلب هؤلاء من المعتدلين ومنعهم من خوض الانتخابات البرلمانية التي تجري في 26 فبراير شباط. كما منع ما يقرب من 80% من المرشحين المتقدمين لخوض انتخابات مجلس الخبراء التي تجري في اليوم نفسه لانتخاب من سيتولون اختيار خليفة خامنئي البالغ من العمر 76 عاما. وإذا خسر حلفاء خامنئي من المتشددين في السباق البرلماني لصالح خصومهم المعتدلين فسيظل الزعيم الإيراني صاحب السلطة المطلقة في الشؤون التي تتعلق بالدولة في حين يأتي الرؤساء والنواب ويذهبون. وقد تكررت تحذيرات خامنئي - الذي يؤيد نهج التشدد الذي يتبعه مجلس صيانة الدستور في فحص أوراق المتقدمين - من أن خصوم إيران يسعون لاستغلال الانتخابات في«التسلل» لصفوف مؤسسات السلطة. ويريد المعتدلون أن تكون لهم كلمة مسموعة في اختيار خليفة خامنئي من خلال الفوز بمزيد من المقاعد في مجلس الخبراء الذي سيظل أعضاؤه المنتخبون وعددهم 88 عضوا في المجلس حتى عام 2024. وفي الماضي كان تداول الخليفة المحتمل لخامنئي بالنقاش يعتبر إضعافا لمركز المرشد لكن النقاش العام لهذه المسألة اكتسب زخما قبل الانتخابات. وقال محلل في طهران مشترطا عدم الكشف عن هويته «خامنئي 76 عاما وعنده مشاكل طبية. وسترسم انتخابات مجلس الخبراء مستقبل إيران لأن المجلس التالي عليه اختيار الزعيم المقبل». وفي خطوة ربما كانت تهدف إلى الحفاظ على هيمنة المتشددين على مجلس الخبراء وافق مجلس صيانة الدستور على 166 مرشحا فقط من بين 801 تقدموا بأوراقهم. ومن بين من رفض ترشحهم لخوض انتخابات مجلس الخبراء حسن الخميني حليف روحاني وحفيد آية الله الخميني الزعيم الراحل لثورة 1979 الإيرانية. وكان الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني أغضب المتشددين في ديسمبر عندما قال إن مجلس الخبراء سيكون مستعدا لاختيار «مجلس قيادة إذا اقتضت الضرورة» بدلا من زعيم أعلى واحد يحكم مدى الحياة. وروحاني ورفسنجاني من أعضاء مجلس الخبراء وسيشاركان من جديد في انتخابات الأسبوع القادم. ويجيز الدستور الإيراني اختيار «مجلس قيادة» انتقالي إلى أن يستقر الرأي في مجلس الخبراء على زعيم أعلى. لكن محللين قالوا إن رفسنجاني ينادي بمجلس دائم وهي فكرة يرفضها بشدة حلفاء خامنئي من المتشددين.