صمت عدد من رؤساء الأندية الأدبية ولم يردوا على أسئلة «عكاظ» الموجهة إليهم، في تصرف يستغرب أن يصدر عن مثقفين يتسنمون منابر تنوير يعول عليهم في نشر الوعي، وفي تجاهل غريب لدور الإعلام في البحث عن الحقيقة. وكانت «عكاظ» طرحت على رؤساء الأندية الأدبية في: جازان، أبها، نجران، والباحة الأسئلة التالية: أين الأندية الأدبية من دورها التنويري؟، هل رئاسة النادي الأدبي أصبحت للوجاهة.. أم لدور أسمى ينمي الوعي المجتمعي ثقافيا؟ وهل حققت الأندية الأدبية أهدافها؟. من جهتهم، ألقى عدد من المثقفين باللائمة، في تقصير الأندية الأدبية في ممارسة دورها بالشكل المطلوب، على لائحة الأندية الأدبية وعلى المساحة المتاحة التي يحق لها ممارسة دورها في إطارها. وقال المسرحي والقاص محمد ربيع الغامدي: إن التنوير الذي نتطلع إليه هو ذلك الفعل الذي يتضمن إعادة تصحيح الموقف من الآداب والفنون والعلوم, التصالح مع الحياة بدلا من الموت قبل الموت، والتنوير حركة وسلوك في آن معا لا يمكن حدوثه داخل مدن النحاس التي تتوفر فيها شروط الظلام المثالية (الفضول، الأنانية، النفعية، القصور المعرفي، العجز). وأضاف الغامدي: أما الأندية فما هي إلا نبتة في تربة لا نحملها من المسؤولية إلا ما تحمله تلك التربة، وما أعرفه أن الأندية عندنا تعيد إنتاج السائد، أما الرئاسات عامة فهي للوجاهة في الأصل وكذلك العضويات. دون المأمول من جهة ثانية، أوضح الناقد الدكتور سعود الصاعدي أن الحديث عن دور الأندية الأدبية لابد أن يكون مسبوقا بما يتاح لها من مساحة مجتمعية تتفاعل مع مناشط هذه الأندية؛ ففي ظل الإعلام الجديد لا يكفي أن نلقي باللوم على الأندية ورؤسائها، بل لابد من النظر في ما يتطلبه هذا الفعل التنويري من دفع مؤسسي من قبل الأندية. الأندية هياكل شكلية يقول الأديب إبراهيم طالع الألمعي: «لا أرى المشكلة في أفراد ولا في رئاسات ولا في أهداف؛ المشكلة تبدأ من البنية الأساسية لمفهوم الثقافة، هناك نظرة خفية ما متوجسة من إطلاق الثقافة على مفهومها المطلق؛ والدليل: أن ميزانية الثقافة (الأندية الأدبية) جميعها (16) مليونا! والبقية تصرف على شكليات وهياكل وظيفية. ولذا أرى: أن الأندية مجرد هياكل شكلية غير مجدية، ويجب خلق استراتيجية عليا جديدة لتفعيل ثقافة الوطن بما يتناسب مع الانفجار العالمي معرفيا. وأن تكون هذه الاستراتيجية منطلقة من مفهوم: أن الثقافة هي جوهر الحياة الموازي لسيرورتها، وليست مجرد منبر شكلي، مثلا: إنشاء مراكز ثقافية عالية المستوى والصلاحية المطلقة في المناطق. أما الأندية وجمعيات الثقافة وهذه الشكليات فليست سوى بقايا تاريخ لبداية تفكير أفراد أرادوا التأسيس لفعل ثقافي آنذاك وانتهى عهدها ولم يعد صالحا لما نراه اليوم من الانقلابات العالمية في كل شيء يوميا.