طالب مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس مجلس المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، المثقفين بالمساهمة بآرائهم وأفكارهم وتزويده والإمارة بما تحتويه عقولهم لوضع خطة للثقافة وخدمة المجتمع في المنطقة. وقال للمشاركين في ورشة العمل التي نفذتها لجنة التنمية الثقافية والاجتماعية بمجلس المنطقة، وافتتحها أمس «أنتم هنا لتضيفوا على هذه التجربة شيئا جديدا(...) وأنتم من صفوة مثقفي المجتمع في هذه البلاد(...) حافظوا على دينكم، وحافظوا على ثقافتكم الإسلامية، والله يحفظكم في كل أعمالكم». وفيما أكد الفيصل اهتمامه بمستقبل الشباب، وانشغاله بهم، كشف تفاصيل إنشاء وكالة التنمية بالإمارة والتي وجه بها الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله، وقال: «عندما بدأت حياتي العملية والمسؤولية في هذه المنطقة تأكد لدي أنه لا بد من عمل شيء لخدمة هذا المجتمع من خلال الثقافة للتنمية المثلى، لذلك أعدت هيكلة الإمارة وتقدمت بمشروعي للأمير نايف رحمه الله واستأذنته في تجربة لمدة سنتين في هيكلة جديدة في الإمارة احتوت في ذلك الوقت ولأول مرة إنشاء وكالة خاصة بالتنمية وهي مسؤولة كذلك عن الثقافة وبعد ذلك وجه الأمير نايف وزارة الداخلية بدراسة التجربة ثم عممت الهيكلة الجديدة على إمارات المناطق». وشدد أمير مكةالمكرمة على أهمية الثقافة، مضيفا «أولى ركائز التنمية هي الثقافة، فبدون ثقافة لن يكون للإنسان تنمية»، داعيا إلى أهمية الخروج من ورشة العمل بخطة للثقافة وخدمة المجتمع السعودي في المنطقة والأخذ بكافة الأطروحات المثمرة التي تعود على المنطقة وإنسانها بالفائدة والنفع. وكانت الورشة التي أقيمت بالشراكة مع الوقف العلمي بجامعة الملك عبدالعزيز، استعرضت ثلاثة محاور تمثلت في مراجعة رؤية ورسالة وأهداف ومهام اللجنة، تطوير مجموعة من المبادرات الثقافية والاجتماعية ذات الأهمية للمنطقة، وتحديد شركاء النجاح والتحديات ومؤشرات نجاح كل مبادرة ثقافية واجتماعية. وشارك في ورشة العمل أعضاء من مجلس الشورى، ومجلس منطقة مكةالمكرمة ، ومهتمون بالشأن الثقافي وقيادات من الإمارة ومن القطاع الخاص والمؤسسات المانحة، واستهدفت بلورة رؤية مستقبلية تسهم في تطوير برامج مجتمعية تنموية في الجانب الثقافي والاجتماعي لمنطقة مكةالمكرمة، وتحديد الأدوار وتنسيق الجهود، وذلك من خلال إشراك جميع الأطراف ذات العلاقة. التركيز على بناء الإنسان أكد مستشار أمير منطقة مكةالمكرمة المشرف على وكالة التنمية بالإمارة هشام الفالح، أن أهم ما يميز البرامج التطويرية والتنموية والعمرانية بمنطقة مكةالمكرمة هو تركيزها الواضح ببناء الإنسان، رغم ما تشهده جميع مناطق المملكة من نهضة عمرانية واسعة وتطور في بيئة الحياة والعمل ولا تخلو مدينة أو قرية من مقاول البناء والتشييد، لافتا إلى أن الاهتمام به ثقافيا وفكريا واجتماعيا ركيزة أساسية لتحقيق إنجازات متفردة لحضارات مستدامة. تطوير مؤشرات أداء القطاعات أكد رئيس لجنة التنمية الثقافية والاجتماعية بإمارة منطقة مكةالمكرمة طارق فقيه، العمل حاليا على تطوير مؤشرات أداء جميع القطاعات الثقافية والاجتماعية والشبابية والدعوية، منسجمة مع إستراتيجية المنطقة وخطة التنمية التاسعة. وأعرب في كلمته خلال الورشة، عن ثقته أن ما سيتم مناقشته في الورشة سيكون المستفيد الأول منه هو الإنسان في هذه البلاد الطاهرة، وسينعكس على ثقافته وبنائه وتنمية مكانه، لنصل جميعا نحو العالم الأول في سفينة ربانها الفيصل. وقال فقيه: «نحن بصفتنا لجنة التنمية الثقافية والاجتماعية من أهم رسائلنا في هذه الورشة بلورة رؤية مستقبلية تسهم في تطوير برامج مجتمعية تنموية في الجانب الثقافي والاجتماعي لمنطقة مكةالمكرمة، وتحديد الأدوار وتنسيق الجهود وذلك من خلال إشراك جميع الأطراف ذات العلاقة». مقترح بورش خاصة للشباب اقترح رجل الأعمال المتبرع بقطعة أرض وقفا لبرامج الشباب المشارك في الورشة يوسف الأحمدي، أن تختار الغرف التجارية في مكةالمكرمةوجدة والطائف 20 شابا على الأقل من كل غرفة، وتعقد لهم ورشة خاصة لمعرفة طموحاتهم وآمالهم التي يسعون لتحقيقها، وتقام برعاية الإمارة وبحضور ممثلين من المحافظات. وقال في تصريح إلى «عكاظ»: «أقترح أن تعقد الورشة ثلاث مرات في العام على الأقل حتى يسهل الخروج بتوصيات جيدة والتعرف على هموم الشباب عن كثب، في حين يتم جمع النتائج والمقترحات والأفكار إلى أمير المنطقة». وفيما يتعلق بالأرض التي تبرع بها أخيرا لإقامة وقف يخص الشباب، قال: «هذا الوقف في مكةالمكرمة بمساحة 50 ألف متر مربع، ويخص شباب المنطقة، وأتمنى على مركز التكامل التنموي في الإمارة الاهتمام به حتى يتم تسويقه وتقام فيه أنشطة الشباب بما يحقق همومهم جميعا، كما يتم إنشاء صالات وملاعب وفنادق ومرافق أخرى يحتاجها الشباب من دخل المشروع المالي». وبين أن هذا المشروع مخصص لخدمة الجنسين بحيث يكون ثلثه للفتيات. مبادرات تعليمية كثيرة أوضح مدير عام التعليم في منطقة مكةالمكرمة محمد بن مهدي الحارثي، أن الورشة تخدم عمل لجنة التنمية الثقافية والاجتماعية، بهدف تحقيق أهداف اللجان الأخرى التي رسمها الأمير خالد الفيصل. وقال في تصريح إلى «عكاظ» إن التعليم عنصر رئيس في عمل اللجان وهو يشرف على الجزء الأكبر في حياة شباب المنطقة من خلال التعليم العام والجامعي ومشاركتهم في الأعمال التطوعية والاجتماعية يسهم بشكل كبير في تحقيق الرؤية التي نسعى لصياغتها بما يليق بمكانة مكةالمكرمة وهذه المنطقة وبما يحقق رؤية خادم الحرمين الشريفين في بناء المواطن السعودي. وبين أن المشاريع والمبادرات التي تخدم أهداف اللجنة في قطاع التعليم كثيرة، وهناك أنشطة وبرامج اجتماعية، وخصصت في الوزارة وإدارات التعليم في المناطق إدارة عامة للنشاط والجزء الأهم فيها للنشاط الاجتماعي والثقافي من خلال هاتين الإدارتين تطبق البرامج السنوية لتفعيل المبادرات والأنشطة الثقافية والاجتماعية.