دشن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس مجلس المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل اليوم (الإربعاء ) ورشة العمل التي نفذتها لجنة التنمية الثقافية والاجتماعية بمجلس المنطقة. وقال الأمير خالد الفيصل في كلمته " منذ أن كنت في ريعان الشباب وأنا لا يشغلني إلا مستقبل الشباب، وفهمت في ذلك الوقت أنه لا مستقبل لشباب بلادنا ولا مستقبل لبلادنا إلا بالفهم الصحيح للثقافة، ودور الإنسان والمواطن في هذه البلاد، والتمكن من فهم واجباته مع حقوقه في نفس الوقت، فللمواطن حقوق ولكن عليه واجبات لوطنه ولأمته وأسرته ونفسه". ولفت أمير منطقة مكةالمكرمة إلى أنه لم يؤلف في حياته كتابا قبل كتاب "التنمية في عسير"، ثم كتاب "بناء الإنسان وتنمية المكان"، وهما لب ما تعلمه في مسيرة التنمية التي شاركه فيها زملائه في عسيرومكةالمكرمة من المسؤولين والمواطنين برسمها وتنفيذها، مشيرا إلى أنه تعلم من هذه التجربة أن أول ركائز التنمية هي الثقافة، فبدون ثقافة لن يكون للإنسان تنمية. وتابع سموه " نحن أمة شرفها الله سبحانه وتعالى بالإسلام وجعلنا نسكن بجوار بيته العتيق وكلفنا باستقبال ضيوفه الكرام من كل بلاد المسلمين، وأمرنا بخدمتهم وجعل هذه الرحلة الإيمانية لهم تمر بيسر وسهولة، وهذا الواجب يشغلني طول حياتي " ونوه الأمير خالد الفيصل إلى أن الثقافة تبدأ من الأسرة ثم تنتقل إلى الحضانة ثم إلى المدارس والجامعات، ولا بد أن نهتم بها من البيت إلى أن يتخرج الشاب والشابة من الجامعة ونستمر معهما طوال الحياة، فالإنسان لا يجب أن يتوقف عن الثقافة مدى حياته " ، مشددا على أهمية الخروج من ورشة العمل بخطة للثقافة وخدمة المجتمع السعودي في المنطقة والأخذ بكافة الأطروحات المثمرة التي تعود على المنطقة وإنسانها بالفائدة والنفع. واستطرد الأمير خالد الفيصل في حديثه للحضور " عندما بدأت حياتي العملية والمسؤولية في هذه المنطقة تأكد لدي أنه لا بد من عمل شيء لخدمة هذا المجتمع من خلال الثقافة للتنمية المثلى، لذلك أعدت هيكل الإمارة وتقدمت بمشروعي لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله واستأذنه في تجربة لمدة سنتين في هيكلة جديدة في الإمارة احتوت في ذلك الوقت ولأول مرة إنشاء وكالة خاصة بالتنمية وهي مسؤولة كذلك عن الثقافة وبعد ذلك وجه الأمير نايف بن عبدالعزيز وزارة الداخلية بدارسة التجربة ثم عممت الهيكلة الجديدة على إمارات المناطق ". وذكر الأمير خالد الفيصل " أنتم هنا لتضيفوا على هذه التجربة شيئا جديدا من خلال المساهمة بآرائكم وأفكاركم وتزودوني بتجاربكم وتزودوا إمارة المنطقة بهذا الكنز الكبير الذي تحتويه عقولكم وأنتم من صفوة مثقفي المجتمع في هذه البلاد ". وختم بالقول " حافظو على دينكم .. وحافظوا على ثقافتكم الإسلامية .. والله يحفظكم في كل أعمالكم ". من جهته، أوضح مستشار أمير منطقة مكةالمكرمة المشرف على وكالة التنمية بالإمارة هشام الفالح أن حضارات الأمم السابقة ارتبط صمودها على مر الأزمنة تبعا لمستوى تكاملها واهتمامها ببناء الإنسان، فلم تكن الحضارات الخالدة مقصورة على التشييد والعمران والمباني بل كانت نسيجا متناغما تمازجت فيه الثقافات والفكر وانعكست على فلسفة تلك الحضارات ورسمت واجهاتها الانسانية والاجتماعية والثقافية. وقال الفالح: "رغم ما تشهده جميع مناطق المملكة من نهضة عمرانية واسعة وتطور في بيئة الحياة والعمل ولا تخلو مدينة أو قرية من مقاول البناء والتشييد إلا أن أهم ما يميز البرامج التطويرية والتنموية والعمرانية بمنطقة مكةالمكرمة هو تركيزها الواضح ببناء الإنسان، وأن الاهتمام به ثقافيا وفكريا واجتماعيا ركيزة أساسية لتحقيق انجازات متفردة لحظارات مستدامة". وأضاف: "وكترجمة للتوجيه الرباني والمنهج النبوي انطلقت قبل عدة سنوات مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة وتحولت تلك المبادرة إلى مشروع وبرامج عمل تركز في مجملها على بناء الإنسان وتنمية المكان لتصبح مكةالمكرمةالمدينة العالمية الأولى إنسانا ومكانا". بدوره، أكد رئيس لجنة التنمية الثقافية والاجتماعية بإمارة منطقة مكةالمكرمة طارق فقيه ثقته بأن ما تم مناقشته في الورشة سيكون المستفيد الأول منه هو الإنسان في هذه البلاد الطاهرة، وسينعكس على ثقافته وبنائه وتنمية مكانه، لنصل جميعا نحو العالم الأول في سفينة ربانها الفيصل. وقال فقيه: "نحن بصفتنا لجنة التنمية الثقافية والاجتماعية من أحد أهم رسائلنا في هذه الورشة بلورة رؤية مستقبلية تسهم في تطوير برامج مجتمعية تنموية في الجانب الثقافي والاجتماعي لمنطقة مكةالمكرمة، وتحديد الأدوار وتنسيق الجهود وذلك من خلال إشراك جميع الأطراف ذات العلاقة". ولفت إلى أن لجنة التنمية الثقافية والاجتماعية تعمل حاليا على تطوير مؤشرات أداء جميع القطاعات الثقافية والاجتماعية والشبابية والدعوية، منسجمة مع استراتيجية المنطقة وخطة التنمية التاسعة. واستعرضت ورشة لجنة التنمية الثقافية والاجتماعية بمجلس منطقة مكةالمكرمة التي أقيمت بالشراكة مع الوقف العلمي بجامعة الملك عبدالعزيز، ثلاثة محاور تمثلت في مراجعة رؤية ورسالة وأهداف ومهام اللجنة، تطوير مجموعة من المبادرات الثقافية والاجتماعية ذات الأهمية للمنطقة، وتحديد شركاء النجاح والتحديات ومؤشرات نجاح كل مبادرة ثقافية واجتماعية. وشارك في ورشة العمل أعضاء من مجلس الشورى ، ومجلس منطقة مكةالمكرمة ، ومهتمين بالشأن الثقافي وقيادات من الإمارة ومن القطاع الخاص والمؤسسات المانحة ، واستهدفت بلورة رؤية مستقبلية تسهم في تطوير برامج مجتمعية تنموية في الجانب الثقافي والاجتماعي لمنطقة مكةالمكرمة، وتحديد الأدوار وتنسيق الجهود، وذلك من خلال إشراك جميع الأطراف ذات العلاقة.