أكد المحلل الإستراتيجي السعودي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن السلطان أن من حق المملكة إرسال قوات برية لمحاربة داعش في سورية ضمن تحالف دولي يضمن لها نجاح مهمتها في سبيل القضاء على ذلك التنظيم الإرهابي في سعيها لما تراه مناسبا لحفظ الأمن الاستقرار في المنطقة. وقال السلطان في استطلاع أجرته «عكاظ» أمس (الجمعة) إن دول العالم باتت تنظر إلى المملكة بأنها دولة حزم تتخذ قراراتها من منطلق شرعي دولي مستحق. وألمح إلى أن المملكة لم تتخذ هذا القرار إلا بعد أن أصبح تنظيم داعش يهدد أمنها واستقرارها ووجد في الأراضي السورية البيئة المناسبة للتكاثر وأصبح سرطانا يتوعد العالم بأسره. ومن جهته، أكد المحلل السياسي الكويتي الدكتور ظافر العجمي أن القرار السعودي يعني الكثير عسكريا، فقدرة بلد على القتال في جبهتين لا تكون إلا في دولة لديها ثقة كبيرة في ترسانتها العسكرية. وأضاف إنه إذا لم تقم المملكة بهذه المبادرة فليس هناك من سيقوم بها، فالتدخل السعودي سيحفز دولا إسلامية وعربية أخرى مثل تركيا ومصر والباكستان للتدخل وقتال تنظيم داعش. وأشار إلى أن إعلان المملكة عن استعدادها للتدخل بريا في سورية ليس مستغربا، لأن الرياض قد أعلنت في وقت سابق بأنها في نفس الخندق الدولي في حربه على داعش. ولا أتوقع التدخل بمفهومه الواسع كما حدث في الكويت إبان الغزو العراقي، ولكن سيكون أقرب إلى قوات خاصة وفرق نخبة لها قدرة عالية على خوض حرب عصابات، قادرة على دحر التنظيم الإرهابي. وأفاد بأن دخول قوات برية يتطلب وجود غطاء جوي مكثف، وتجب في هذه الحالة التزامات من قبل واشنطن بتغطيتها جويا. وبين أن هذا الإعلان هو خطوة مستحقة من قبل المملكة وقد يكون التحالف الإسلامي هو الهيكل الذي قد ينشأ عنه تدخل أوسع. ومع ما يجري في حلب سيكون التدخل البري مطلبا ملحا لإيقاف المذابح التي ترتكبها قوات نظام الأسد بحق الشعب السوري. ومن جانبه أكد عضو مجلس الشورى البحريني، خميس الرميحي، أن الإعلان السعودي عن سعيه للتدخل البري في سورية يعكس أن المملكة لديها الإمكانات العسكرية الكافية وتعرف كيف تتعاطى مع هذه الملفات. وأوضح أن دول الخليج والدول العربية على علم بالمخططات المشبوهة التي تحاك في سورية، وإعلان المملكة عن التدخل البري هو اختبار لجدية التحالف الدولي في حربه على داعش والتنظيمات الإرهابية. وذكر أن الدول الغربية لا تحبذ التدخل البري في سورية خشية الاشتباك مع القوات الروسية هناك والتورط في حرب روسية غربية.