تدرك القوى الغربية أن إيران تتدخل في شؤون العديد من دول المنطقة وتعكف علي إثارة القلاقل والتوترات والصراعات بها ،وأنها على رأس القوى التي تدعم الإرهاب، وإعمالا للغة «المصالح تغلب المبادئ، تسابقت الدول الغربية في الهرولة صوب طهران إذ لا يهمها سوى أسواقها ومواردها ومن ثم خيراتها. وأكد سياسيون في تصريحات إلى «عكاظ» أن هرولة الغرب سوف يشجع إيران على الاستمرار فى دعم الإرهاب و التدخل فى شؤون دول الجوار. وبحسب السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون الآسيوية فإنه لا ينبغي أن نندهش للهرولة الغربية تجاه إيران عقب إبرام صفقة النووي، حيث إن شعار الغرب دوما كما هو بلغة الساسة «لا توجد عداوة دائمة وإنما مصالح دائمة». ويعتقد أن هذه التوجهات ليست بأمر غريب على الدول الغربية،خصوصا بعد أن أكدت التقارير والتسريبات وقوف أجهزة ودول أجنبية وراء إنشاء وتمويل تنظيمات الإرهاب وعلى رأسها داعش،وهو ما يؤكد تناسق الأهداف وتشابك المصالح بين إيران وهذه القوى. وأشار الدكتور محمود كبيش عميد حقوق القاهرة السابق إلى أن هرولة الغرب صوب إيران ليس حبا فيها أو إعجابا بها ،وإنما هو إجراء فرضته مصلحة هذه الدول بالدرجة الأولى إذ لا يهمها سياسات ملالي قم طالما لا تقترب من مصالحهم ولا تنطوي على أية أضرار بها بصورة مباشرة أو غير مباشرة. ويتفق الدكتور مصطفى اللباد مع الرأيين السابقين ويضيف بأن لغة المصالح هي التي تحكم هرولة الغرب منذ سعيه لإبرام صفقة النووي مع إيران لأن عينيه على السوق الضخمة والاحتياطي النفطي ،وحاجتها إلى عمليات إعمار ستكون للشركات الغربية اليد الطولى بها، ويرى وزير الخارجية المصري السابق والبرلماني محمد العرابي فى هرولة بعض الدول الأوربية نحو النظام الإيرانى خلال الفترة المقبلة ما يعزز من التمادي الإيراني فى التدخل فى شؤون المنطقة ودعم المنظمات الإرهابية في لبنان مثلاً ،وتقديم المزيد من الدعم لنظام الأسد لمنع سقوطه،وميليشيات الانقلابيين الحوثيين في اليمن،ودعم تنظيمات «داعش» و «القاعدة» و «بوكو حرام» فى نيجيريا، وتأجيج الفتن والحروب فى دول المنطقة، وأضاف العرابى أن «طهران» بدأت تقدم نفسها لدول العالم بأنها الدولة المسالمة من أجل «دس السم فى العسل» لافتاً إلى أن الدول التى تتعامل مع «طهران» حاليا هى التي ستكتوي بنار إرهابها. وتوقع الخبير العسكري اللواء محمود منير أن يكون هناك تعاون عسكري لدى الغرب مع طهران بعد التقارب مع إيران،من خلال زيادة قدراتها العسكرية،وهو ما يعنى زيادة «تحرش» إيران بدول المنطقة وإثارة المشكلات والصراعات أكثر من أي وقت مضي. وأوضح الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الأهرام السياسية والإستراتيجية أن هرولة الدول الأوروبية لتحسين علاقاتها مع طهران بعد الاتفاق النووى،ستؤدي إلى تنامي الدور الإيراني في الشرق الأوسط، خاصة بعدما دخل الاتفاق حيز التنفيذ .