تخطى عدد مستخدمي برنامج «واتس آب» هذا الأسبوع المليار نسمة، أي سبع سكان الأرض، لكنني على عكس الاتجاه قمت بحظر معظم المسجلين في قائمة هاتفي الجوال، لتصبح دائرة تواصلي عبر هذا البرنامج ضيقة ومغلقة على الأسرة وقلة من الأصدقاء الحميمين!. السبب أنني سئمت من استحواذه على معظم وقتي، ومن ضعف مصداقية المحتوى، ومن كونه بوابة مشرعة يعبر منها كل من شاء إلى فنائي الخلفي في أي وقت ودون أي استئذان!. أما برنامج «تيلغرام» فلم أصبر عليه أكثر من 24 ساعة لأحذفه، فقد وجدته مزعجا ومملا بسبب تكرار المحتوى في معظم قنواته، لكنني كمستخدم جديد لبرنامج «سناب شات» أشعر بأنني أصبحت أسيرا لهوس من نوع آخر، فقد بت أملك ثلاث عيون بدلا من اثنتين، فعدسة كاميرا «الجوال» أصبحت ترصد كل لقطة أرغب بمشاركة متابعيني برؤيتها!. ورغم أن مشاركة وتصوير اللحظات الخاصة والمشاهد الغريبة في حياة الإنسان، خاصة عند السفر، يجذبان انتباه الكثيرين لرغبتهم في التعرف على خصوصيات حياة الآخرين، إلا أنني شعرت بأن «سناب شات» لم يعد يترك لي فرصة للتمتع بلحظاتي الخاصة، فكل مشهد عابر هو مشروع لقطة تلفزيونية أو فوتوغرافية أرصدها كي يشاهدها غرباء لا أعرفهم ولا يعرفوني!.