أعلن أستاذ علم الجريمة والمشرف العام على كرسي الأمير محمد بن نايف للدراسات الأمنية بجامعة حائل الدكتور خالد الحربي، إدراج «الإرهاب الأسود» الذي يستهدف المساجد، كمشروع دراسة في الكرسي، لتحديد الإجابة عن السؤال لماذا الاستهداف، وكشف الخيوط الكاملة. ويؤكد أن جريمة محاولة تفجير مسجد الرضا بالأحساء، تكشف أن الانتحاري الهالك، مجرم من خلال قدرته وتناغمه مع التنظيم الذي يقف خلف هذه الجريمة داخل المسجد وفي دار للعبادة بداية من اندراجه في التنظيم الإرهابي، ومرورا بما قام به من عمليات إجرامية وانتهاء بارتكاب الجريمة البشعة. وتساءل الحربي: لماذا هذا المجرم قدم نفسه انتحاريا في هذه الجريمة، وأجاب «كل إنسان يرتبط بالخالق عز وجل يملك ضميرا حي يمنعه من قتل الآباء وترويع الأمنين، وكل شخص بعيد عن الله فهو مجرم نتيجة غياب الضمير الداخلي وحواره مع الذات فلديه قابلية أن يتحول إلى مجرم لهذا يتضح أن الإسلام برييء من كل هذه الجرائم الإرهابية التي تمارس من قبل هؤلاء الإرهابيين، وهنا يتضح اجتماعيا الجهل بصحيح الدين لدى بعض الفئات سواء من الشباب أو الفتيات أو كبار السن، لكن يجب أن تكون المسؤولية الاجتماعية مفعلة بشكل سريع من خلال مؤسسات المجتمع المختلفة»، داعيا إلى تنمية دور الأسرة عند أبنائها منذ السنوات المبكرة لحياتهم تكون عبر عملية التنشئة الأسرية، وغرس القيم الوطنية والإسلامية والاقتراب من الأبناء في كافة مراحل حياتهم. وبين أن الجامعات حاليا بإمكانها مواجهة فكر الخوارج وإيضاح ذلك إلى المجتمع وتقديم دراسات علمية دقيقة تكشف أسباب انضمام أبنائنا لهذه الجماعات الخارجة، مشددا أن ما حدث في أعمال إجرامية آثمة تجاوزت كل حدود الإنسانية، لم يراع فيه منفذ هذه الجريمة النكراء حرمة المساجد والدماء المعصومة. يذكر أن كرسي الأمير محمد بن نايف، الذي تم إطلاقه في 16 سبتمبر 2014، يدعم الدراسات والبحوث المتخصصة بالجوانب الأمنية في جامعة حائل، ويهدف إلى تطوير الأداء الأمني والإسهام في تحقيق بناء معرفي وأمني للتعامل مع المستجدات، وتلبية احتياجات العمل الأمني وإثراء المكتبات العامة والأمنية بالإصدارات والأبحاث التي تسهم في رفع الوعي الأمني العام وتتيح للباحثين والمتخصصين دراسة القضايا ذات البعد الفكري والأمني وظواهر الإرهاب والتطرف وأمن المعلومات وغيرها من القضايا الأمنية وكل ما يثري مجالات المعرفة المتخصصة في مجال البحث العلمي بين الجامعات والأجهزة الأمنية ذات العلاقة. وخلصت ورشة تأسيسية للكرسي بمشاركة أكثر من 60 أكاديميا ومتخصصا في 30 مايو 2015، إلى أهمية إجراء دراسات عن الإرهاب في المملكة تكون أكثر تخصصا في الجوانب التكفيرية وأسبابها من زوايا اجتماعية واقتصادية وسياسية وبيولوجية ودينية، مع دراسة حالات فردية من الإرهابيين الذين يقضون محكوميتهم، لمعرفة الدوافع التي أدت بهم إلى أن يسعوا إلى قتل أهلهم، ومن يغرر بهم، مع أهمية دور خطباء المساجد بما أنهم يشكلون أرقاما كبيرة ويحضر لخطب الجمعة ملايين المصلين، بأن على عاتقهم واجب كبير بتقديم أطروحات تتسم بالحفاظ على أمن الوطن والتعايش مع الأقليات بالمملكة، لتحصين الشباب من الأفكار الضالة.