طالب بن محفوظ (جدة) اعتبر الفائز بفرع «الدراسات الإسلامية» في جائزة الملك فيصل العالمية، الدكتور عبدالله يوسف الغنيم (رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية)، أن فوزه بالجائزة مكافأة من مسؤوليها وفي مقدمتهم الأمير خالد الفيصل، لاهتمامه المتواصل بالبحوث والدراسات الجغرافية عند المسلمين تأليفا وتحقيقا، وإحيائه لمصطلحات عربية قديمة لأشكال الأرض، وإعادت توظيفها في الجغرافيا المعاصرة، مبينا أن الجائزة تقديرا له للإسهام الفكري والأدبي الذي تكللت به مسيرته العلمية، موضحا أن الجائزة تعني له مواصلة السعي الدائم في مسيرة العلم من دون توقف. وقال الغنيم: «اعتنيت بالمخطوط الجغرافي العربي، فهرسة وتحقيقا ودرسا، وانشغلت بالمصطلحات الجغرافية، وتحديدا مصطلحات أشكال سطح الأرض، كما كانت لي رحلات ميدانية، عاينت فيها مناطق عديدة في شبه الجزيرة العربية، إضافة إلى التعامل مع التربة والصخور، وتتبعت خطوط الرحلات التاريخية، كما كانت لي دراسة حول الزلازل في المصادر العربية والخرائط الجغرافية العربية، وعلوم البحر العربية، فالتراث العربي يعبر عن هوية أمتنا العربية، وعنوان أصالتها، إضافة إلى أن الركن الجغرافي يمثل ركنا مهما من التراث العربي، فكانت لي دراسة في الستينات، خصوصا مع وضع العرب أسسا ومناهج جديدة للدراسات الإقليمية، فضلا عن النظريات، مثل فكرة تبادل اليابس والماء، وتوازن الأرض، وغيرهما من الإضافات المهمة التي أسهمت في صياغة النظريات الجديدة الآن». وأكد الغنيم أنه اهتم بدراسة التراث الجغرافي منذ ستينات القرن الماضي، مبينا أن «التراث العربي هو المعبر عن هوية أمتنا العربية، وعنوان أصالتها، والركن الجغرافي يمثل ركنا هاما من التراث العربي، مؤكدا أنه اهتم بدراسة التراث الجغرافي في الستينات من القرن الماضي». وأضاف: المخطوطات والتراث العربي بشكل عام، معبرة عن الهوية وتكوين الثقافة للشباب، فلا ينبغي أن ينجرفوا، كما هو قائم في الوقت الحالي، نحو ثقافات العولمة التي تضيع فيها هوية العرب وشخصيتهم، فهذا التراث هو الذي يحفظ شخصيتنا أمام الأمم الأخرى». وشدد على أهمية اطلاع الأجيال الشابة على تراث الأمة الذي حملته إلينا المخطوطات، التي تعني الأصالة والعودة إلى الهوية العربية، مبينا أن اتقاء شرور العولمة بما نمتلكه من تراث علمي وديني لا نظير له، لذا لابد من العودة إلى تراثنا المخطوط، والعمل على دراسته وتحليله، وأن ندرب أبناءنا أيضا للتعرف على هذا التراث العظيم الذي حفظه لنا الآباء والأجداد. وانتقد غنيم إهمال الباحثين دراسة الخرائط العربية التي لم تلق عناية بها، فقد كان موقف الدارسين إما تجاهلها أو ترك مكانها خاليا، ولم يتكلفوا عناء قراءة الخرائط أو التحقق من أسماء البحار والأنهار، لذلك كان هذا جهدا شاقّا يقابل المحقق لهذا التراث.